وصف الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية اجتماعاً مشتركاً يعقده وزراء خارجية دول المجلس وتركيا في اسطنبول غدا بأنه «الأول من نوعه في اطار بدء حوار استراتيجي بين الجانبين». وأكد في تصريح الى «الحياة» قبيل توجهه الى تركيا أن الاجتماع «مهم ويشكّل نقلة نوعية في علاقات دول مجلس التعاون مجتمعة وتركيا»، لافتا الى أن القواسم المشتركة بين الجانبين ستسهم في تعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها. وأوضح أن الاجتماع سيشهد أيضا بحثاً في قضايا الساعة السياسية، وفي مقدمها الوضع الفلسطيني ومسيرة السلام في المنطقة، والوضع في العراق عقب انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية، اضافة الى العلاقات مع ايران. وسئل عما اذا كانت التطورات في ايران بعد الانتخابات الاخيرة ستكون محل بحث خليجي تركي، فقال إن «ما يهمنا هو استقرار ايران واستتباب الامن في دول المنطقة وايران»، وشدد على أن «ما يجري في ايران شأن داخلي، ونحن نتمنى لها المزيد من الاستقرار، ونحرص على دعم علاقات دول مجلس التعاون معها في سبيل دعم الاستقرار في المنطقة، مع أهمية حل الخلاف على الجزر الاماراتية الثلاث بالطرق السلمية أو باللجوء الى التحكيم الدولي». وأشار إلى أن الاجتماع سيتناول الآليات اللازمة لتفعيل الاتفاق الإطاري للتعاون الاقتصادي المشترك الذي وقّعه الجانبان في البحرين عام 2005، ومذكرة التفاهم التي وقّعها الجانبان في جدة في السعودية في الثاني من أيلول (سبتمبر) 2008، كما سيتناول الاجتماع سير مفاوضات التجارة الحرة بين الطرفين والعمل على الانتهاء من المفاوضات بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى تعزيز مجالات التعاون الثقافي والتعليمي والعلمي والسياحي. يذكر أن الاجتماع الوزاري المشترك الأول بين دول التعاون وتركيا على مستوى وزراء الخارجية عقد في جدة في 2 أيلول 2008. وقال العطية: «نتطلع الى ان يخرج الاجتماع بتوجيه الى طرفي التفاوض لإنهاء المفاوضات في أسرع وقت ممكن وفي اطار سقف زمني محدد». وتوقع أن يتم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة قبل نهاية العام الجاري «لأننا لا نريد اطالة أمد المفاوضات، خصوصاً أن العلاقات الخليجية التركية تشهد نمواً مضطرداً، ولنا ولهم مصلحة مشتركة في ذلك».