اتصلت دولة البحرين بعدد من المنظمات والأطراف الدولية لإنهاء أزمة احتجاز مواطنين بحرينيين في اسرائيل، كانوا على متن سفينة «روح الإنسانية»، وأسفرت هذه الجهود عن موافقة الحكومة الإسرائيلية على تسليم المحتجزين البحرينيين لممثلين عن مملكة البحرين، وعلى اثر ذلك قامت البحرين بإرسال بعثة إلى مطار بن غوريون لتسلم مواطنيها . بعض الصحف والاحزاب اللبنانية اعتبر ما قامت به البحرين خطوة في اتجاه التطبيع، وحمل على دول الخليج، واتهمها بالتخاذل. وذكّر بدعوة البحرين لإنشاء «منظمة إقليمية تضم الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا من اجل التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط»، وقال ان الإفراج عن المحتجزين جزء من صفقة اسرائيلية - خليجية، «تشمل السماح بتحليق الطائرات التجارية الإسرائيلية المتوجّهة إلى الشرق الأقصى في اجواء دول الخليج، ومعاودة فتح مكاتب المصالح الإسرائيلية في بعض دوله». ما قامت به البحرين تحرك انساني، وعمل تقليدي، فعله «حزب الله» غير مرة، وتفعله حركة «حماس» على الدوام. لكن ان تفعله دولة خليجية فهو ذنب لا يغتفر ، ومؤشر الى مؤامرة ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، ورغم تعودنا على التفسير التآمري لأي تحرك سياسي تقوم به دول الخليج، يمس الشأن الفلسطيني - الاسرائيلي، الا ان الخطوة البحرينية حظيت هذه المرة بتفسير جديد، ووضعت ضمن التحالف الاسرائيلي - الاميركي ضد ايران ، وكأن على البحرين، إرضاء لعملاء ايران، ان تترك رعاياها في السجون الاسرائيلية، وفي المقابل فإن وقوف بعض الاحزاب والقوى السياسية والصحف اللبنانية والفلسطينية والسورية مع طهران، وصمتها عن احتلالها للجزر الاماراتية، وتدخلها في شؤون دول الخليج، يعتبر تصرفاً مشروعاً وبطولياً ودعماً للمقاومة. لن يستطيع احد ان يدفع دول الخليج الى العناد على حساب مبادئها القومية، ومواقفها التاريخية من الصراع العربي - الاسرائيلي ، فضلاً عن ان تحالف البعض في سورية ولبنان وفلسطين مع ايران على حساب المصالح العربية، لن يجعل دول الخليج تمارس ذات الخطأ، وستبقى دول الخليج على الدوام تخضع دورها في عملية السلام لمصلحة الشعب الفلسطيني. لكن الاستمرار في المزايدة على هذه الدول، والسعي لحماية ايران، من خلال ابتزاز اهل الخليج بالشعارات واطلاق الاشاعات، لم يعد مقبولاً.