يستفيد مرضى القلب من تناول جرعات خفيفة من الأسبرين للوقاية من أخطار التعرض لنوبات جديدة. وهي وسيلة وقاية قد تقتصر على هؤلاء فقط من دون سواهم من الأشخاص الأصحاء الذين قد يتناولون القرص بغرض الحماية من أمراض القلب. وعلى مدى فترات طويلة، كان الأسبرين علاجاً مثالياً للأوجاع والآلام الخفيفة، إلا أن الأبحاث ظلت تكشف باستمرار عن خصائص جديدة له، حتى أصبح يستخدم في الوقاية من أمراض القلب، إضافة الى إبعاده أخطار الإصابة بسرطان القولون وأنواع أخرى من الأمراض ما دفع خبراء لترجيح تقديم جرعات مخفضة منه للمرضى والأصحاء، على حد سواء، على سبيل الوقاية من الأمراض المزمنة. بيد أن أدلة حديثة شكّكت في تلك الخصائص الوقائية، إذ أظهرت مراجعات حديثة لتسعة اختبارات سريرية، نشرت في مجلتي «أرشيف الطب الداخلي» (internal medicine archive) وفي ال «تايم»، أن الأسبرين أثبت فاعليته في خفض أخطار إصابة البالغين في متوسط العمر بالنوبات القلبية، إلا أن تلك الفوائد كانت «متواضعة». كما أظهرت النتائج أن القرص لا يوفر الحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية القاتلة، وأن الفوائد المحدودة لمنع الإصابة بالنوبات القلبية غير الفتاكة تلاشت مقابل أعراض جانبية خطرة نادرة الحدوث نسبياً. ويتمتع الأسبرين بخاصيته المخففة للُزوجة الدم والمخفضة بالتالي لتكوّن تجلط الدم (التخثر) الذي قد يؤدي إلى نكسة ثانية لمريض القلب أو إلى سكتة دماغية، وذلك بسبب الانسدادات التي تتسبب بها تلك التخثرات في مسالك الشرايين التاجية المغذية عضلة القلب أو في شبكة الشرايين الأخرى المغذية الرئتين وبقية الجسم. كما قد يزيد تناول الأسبرين بصفة منتظمة من خطر الإصابة بالنزيف الداخلي. وشملت الدراسة الحديثة، وهي الأكبر من نوعها حتى الآن، أكثر من 100 ألف مشارك من دول نامية. وفي التجارب التسعة، قدمت للمشاركين جرعات أسبرين يومياً، على مدى ست سنوات، أو حبة وهمية. وأفاد موقع شبكة «سي إن إن» الإلكتروني العربي بأن الخبراء وجدوا أن مشاركاً واحداً فقط استطاع تجنب الإصابة بأمراض القلب الوعائية، من أصل 120 مشاركاً تناولوا جرعات من الأسبرين يومياً. وفي المقابل، عانى واحد من كل 73 مشاركاً من نزيف. كما لاحظوا عدم وجود فارق مهم في الوفيات بين مجموعة الأسبرين أو تلك التي تناولت أقراصاً وهمية. وخلص الباحثون إلى أن فوائد تناول الأسبرين يومياً، قد لا تتفوق على أخطاره. لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أن فوائده الإيجابية في منع أمراض القلب الوعائية بين أشخاص سبق وأصيبوا بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، غير قابلة للجدل. ودعوا الأشخاص الساعين لحماية أنفسهم من أمراض القلب إلى اتّباع نمط معيشي صحي يعتمد على حمية منخفضة الدهون وممارسة التمارين البدنية بانتظام.