كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في لندن أن تحليل تسع نتائج لدراسات استخدام الأسبرين التي شملت 100 ألف مشارك من أوروبا وأميركا واليابان، أظهر أن 30% من مستخدمي هذا الدواء معرضون لنزيف معوي، كأثر سلبي للاستخدام. وقال الباحثون "إن دراستهم شملت 100 ألف مشارك من الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن تعرضوا لأزمة قلبية أو سكتة دماغية، وإن جميع أفراد العينة تناولوا الأسبرين أو الحبة الوهمية للأسبرين بانتظام لتحديد ما اذا كانت هناك فوائد للأسبرين للأفراد الذين ليست لديهم أية أمراض في القلب". وكشفت الدراسة عن أن الباحثين وجدوا أن 10% من الأفراد الذين استخدموا الأسبرين بانتظام كانوا أقل عرضة من غيرهم للإصابة بأي نوع من مشاكل القلب، و 20% كانوا أقل عرضة لنوبة قلبية غير مميتة. وفي الوقت الذي تبدو كأنها أخبار جيدة ، كما يقول الباحثون، إلا أن الدراسة أظهرت أن مخاطر تناول الأسبرين بانتظام تفوق الفوائد الناتجة من أخذه. وذكرت أن 30% من الذين يتناولون الأسبرين بانتظام أكثر عرضة للإصابة بحالة نزيف معوي خطير كأحد الآثار الجانبية لاستخدام الأسبرين بشكل متكرر. وعلى الرغم من أن بعض الدراسات السابقة قد اقترحت أن استخدام الأسبرين بانتظام يمكن أن يفيد في الوقاية من السرطان، فإن هذا التحليل الجديد بين أنه لا فائدة من هذا القبيل. على أية حال، فإن من بين جميع الأشخاص الذين تناولوا الأسبرين استطاع العقار أن يمنع أزمة قلبية واحدة غير مميتة، ولكنه تسبب في إصابتين بنزيف معوي خطير. يقول الدكتور سرينيفاسا من مركز بحوث علوم القلب والأوعية الدموية في سان جورج، جامعة لندن: "بهذه الدراسة كنا قادرين على إظهار دليل مقنع تماما أن الأشخاص الذين لم يسبق لهم التعرض لنوبة قلبية سابقة أو سكتة دماغية، فإن التناول المنتظم للأسبرين قد يشكل ضررا أكثر من منفعة". وقد تشكل هذه النتائج حيرة لدى البعض حول من هم الذين ينبغي أن يتناولوا الأسبرين بشكل منتظم، والذين لا ينبغي لهم ذلك. وتظهر الأبحاث أن الرجال الذين تعرضوا لأزمة قلبية، يمكن أن يكون تناولهم للأسبرين بانتظام بمثابة إنقاذ حياة وخفض مخاطر حدوث أزمة قلبية ثانية بنسبة 20 إلى 30 ٪، كما أنه يقلل من خطر تكرار حدوث الجلطة بين النساء اللواتي تعرضن لها بسبب تجلط الدم. ويعمل الأسبرين على التدخل بمنع تخثر الدم. حيث تضيق الأوعية الدموية في أمراض القلب، والرواسب الدهنية يمكن أن تنفجر مما يؤدي إلى تشكيل سريع لتجلط قد يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ. وفي عام 2007، حسبما ذكرت وكالة البحث وجودة الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة فإن 19 ٪ من الأميركيين يتناولون الأسبرين بانتظام، بما في ذلك 27 ٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 45-64 وحوالي نصف هؤلاء سنهم 65 أو أكبر. وفي الوقت الحالي هناك عدد من المستخدمين للأسبرين لم يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية قط، ويتناولون الأسبرين على أمل منع حدوثها. ووجد تقرير صدر عام 2007، أن 23 ٪ بين فئة منتصف العمر من المستخدمين للأسبرين لم تكن لديهم أي أمراض قلبية. و41% من الأكبر سناً من بين مستخدمي الأسبرين لم يكن لديهم تاريخ من أمراض القلب أو السكتة الدماغية. وتقول توجيهات فرقة خدمات العمل الوقائي والجماعات الوطنية الأخرى في الولاياتالمتحدة إن تقرير العلاج بالأسبرين للأشخاص الذين لا توجد عندهم أمراض للقلب، يجب أن يقرر لكل حالة على حدة، تبعاً لعوامل الخطورة للفرد والتاريخ العائلي. لكن الدكتور سرينيفاسا يقول إن النتائج الجديدة لا تعني بالضرورة أن الرجال الأصحاء والنساء يجب أن يتوقفوا فورا عن تناول الأسبرين. ربما الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي واضح للنوبات القلبية أو السكتة الدماغية قد يستفيدون من الاستمرار في تناول الأسبرين ويجب مناقشة الأمر مع أطبائهم. ويضيف الدكتور سرينيفاسا "يجب أن يكون اتخاذ هذا القرار لعلاج هؤلاء الأفراد بالأسبرين على أساس كل حالة على حدة، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة لأزمة قلبية أو سكتة دماغية في المستقبل" ، ويقول "ومع ذلك، كما أن خطر حدوث نوبات نزيف كبيرة يزيد نسبيا مع زيادة في المنافع يجب على الأطباء والمرضى اتخاذ خيارات مدروسة بعناية بشأن علاج طويل الأمد بالأسبرين"، لكن بعض الخبراء يقولون إن المشكلة هي أن ليس كل طبيب على دراية بما استجد في مجال البحث العلمي، وكثير من المرضى يقررون من تلقاء أنفسهم تناول الأسبرين، لأنهم سمعوا بأن الأسبرين جيد، لذلك يتناولونه.