حذر أطباء مختصون من لجوء بعض الرجال والنساء الذين تجاوزوا سن ال 50 إلى تناول الأسبرين بنصائح الأصدقاء كوقاية أولية لمنع حدوث التخثرات أو الجلطات أو لحماية الشرايين كوقاية لاحقة عند الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا للأزمات، مشيرين إلى أن هذا السلوك محفوف بالمخاطر ويترتب عليه مضاعفات خصوصا على المعدة إذا كان الفرد يشكو من قرحة المعدة بجانب التداخل الدوائي مع أدوية الأمراض المزمنة أو العضوية. ولفتوا ل «عكاظ» إلى أن الأسبرين يحمي القلب عند الرجال والنساء من السكتات الدماغية، إلا أن تناوله يجب أن يكون وفقا لتشخيص الأطباء والتحاليل اللازمة. الأطباء أكدوا، أن تناول الأسبرين لا يعفي المرء من الاهتمام بخفض نسبة الكولسترول أو ضغط الدم أو غيرها من العوامل التي ترفع من احتمالات إصابة الإنسان بأمراض شرايين القلب. حماية القلب رأى استشاري القلب في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتور حسان شمسي باشا، أن لجوء بعض الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين إلى تناول « الأسبرين» لحماية القلب دون رأي طبي هو سلوك محفوف بالمخاطر، مبينا أن الشخص الذي ينصح له بتناول هذا الدواء لابد أن يكون خاليا من الأمراض المزمنة أو العضوية الأخرى، حتى لا يتعرض لمضاعفات أخرى. وأضاف «بعض الأشخاص تكون لديهم قابلية التعرض لجلطات القلب، وبالتالي يوصفون بتناول الأسبرين من منطلق الوقاية الأولية وهو بروتوكول طبي معروف في كل دول العالم، والهدف منه الحد من تعرض الشخص إلى الخثرة او الجلطات التي تحدث في الشرايين». وأشار الى أن الدراسات الطبية أثبتت فوائد الدواء في وقاية القلب فدراسة تحليلية جديدة أشارت إلى أنه يؤدي مهمته في الحماية بطريقة مختلفة للجنسين، فهو يقلل عند النساء مثلا حالات السكتة الدماغية، بينما يقلل عند الرجال حالات النوبات القلبية. وخلصت نتائج ست دراسات محكمة اختيرت عشوائيا، درست فيها حالات 95 ألفا و 456 شخصا بينهم 51 ألفا و 342 امرأة ، أن تناول الاسبرين من قبل الرجال أدى إلى خفض خطر وقوع النوبات القلبية بنسبة 32 في المائة، إلا أن الاسبرين لم يقلل هذا الخطر لدى النساء، بل أدى مهمته في تقليل خطر السكتة الدماغية بنسبة 17 في المائة، وفي المقابل لم يؤد الاسبرين إلى تقليل خطر السكتة الدماغية لدى الرجال. وخلص الدكتور باشا إلى القول «إن الباحثين توصلوا إلى أن الرجال عادة يتعرضون إلى النوبات القلبية أكثر من النساء، فيما النساء يتعرضن الى السكتة الدماغية أكثر من الرجال، إلا أنهم يعتقدون أن أجسام الرجال والنساء ربما تختلف في طريقة تمثيلها الغذائي للاسبرين». الوقاية الأولية وفي سياق متصل، اعتبر استشاري طب الأسرة والمجتمع في صحة جدة الدكتور خالد عبيد باواكد، أن تناول الأسبرين بشكل يومي من قبل من تجاوز سن ال50 ووفق الرأي الطبي يعمل على «الوقاية الأولية» أو «الوقاية المتقدمة» لمنع أو تقليل احتمالات أن تترسب الصفائح الدموية بعضها على بعض داخل الشرايين المصابة بترسبات وتضيقات الكولسترول في جدرانها، أي بمعنى أن الأسبرين لا يتدخل بالمنع لحصول ترسبات الكولسترول داخل جدران الشرايين، ولا يعمل على إزالة تلك التضيقات الحاصلة في مجاري الشرايين، بل يعمل فقط على تقليل أو منع حصول تداعيات ومضاعفات جراء وجود التضيقات. وبين الدكتور باواكد، أن تناول الأسبرين أساسي في معالجة الأشخاص الذين لديهم بشكل ثابت طبيا مرض في شرايين القلب، وثبوت وجود مرض في شرايين القلب يكون إما بإصابة الشخص في السابق بأحد تداعيات ومضاعفات مرض شرايين القلب، أي إما الإصابة بنوبة الجلطة القلبية أو ألم الذبحة الصدرية، أو يكون ذلك الثبوت لوجود مرض في شرايين القلب عبر نتائج قسطرة شرايين القلب أو اختبار جهد القلب، وهنا يعتبر تناول الأسبرين من وسائل «الوقاية المتقدمة» لمنع حصول مضاعفات أمراض شرايين القلب أو لمنع تكرار المعاناة منها. الدكتور باواكد أكد أن تناول الأسبرين لا يعفي المرء من الاهتمام بخفض نسبة الكولسترول أو خفض مقدار ضغط الدم أو غيرها من العوامل التي ترفع من احتمالات إصابة الإنسان بأمراض شرايين القلب، محذرا من استخدام أي دواء بدون رأي وتشخيص طبي تجنبا للمضاعفات الصحية التي قد تضر بمتناوِله.