باريس - ا ف ب - خسرت فرنسا الجمعة تصنيفها الممتاز AAA لدى وكالة ستاندرد اند بورز، في ضربة لها وقعها تاتي في توقيت سيء بالنسبة للرئيس نيكولا ساركوزي قبل مئة يوم من الانتخابات الرئاسية. وقال وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان لدى تاكيده الخبر رسميا مساء الجمعة للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي "هذا ليس خبرا جيدا" لكنه "ليس كارثة" محاولا تخفيف وطأته. واضاف بعد اجتماع ازمة في قصر الرئاسة مع ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرة الميزانية فاليري بيكريس "ليست وكالات التصنيف التي تملي سياسة فرنسا". واستبعد الوزير لجوء الحكومة الى خطة تقشف ثالثة بعد الخطتين اللتين اعلنتا في آب/اغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر 2011. وقال انه لن تكون هناك "خطة تقشف جديدة لان الامر لا يتعلق بالانضباط في مستوى الميزانية" وعزا قرار وكالة ستاندرد اند بورز الى "مشكلة حوكمة" في منطقة اليورو. ولطالما جعل الرئيس الفرنسي ساركوزي من الحفاظ على التصنيف الممتاز AAA اولوية وطنية معتبرا انه "هدف وواجب". وكان قرار ستاندارد اند بورز منتظرا منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي حين هددت بخفض تصنيف 15 دولة في منطقة اليورو بينها ست تملك التصنيف الممتاز ضمنها فرنساوالمانيا. واشارت الوكالة في حالة فرنسا الى احتمال خفض تصنيفها بدرجتين. وفي النهاية قررت ستاندارد اند بورز خفض تصنيف فرنسا درجة واحدة، كما لاحظ وزير الاقتصاد فرانسوا باروان. كما خفضت التصنيف الممتاز للنمسا لكنها ابقت في المقابل على التصنيف الممتاز لالمانيا وثلاث دول اخرى في منطقة اليورو تملك تصنيف "ايه ايه ايه" وهي وهولندا وفنلندا ولوكسمبورغ. ومن الواضح ان قرار الوكالة يكرس الفارق بين اكبر اقتصادين في منطقة اليورو. واكدت الوزيرة فاليري بيكريس "اليوم فرنسا قيمة ثابتة ويمكنها تسديد ديونها والانباء بشان عجزنا افضل مما كان متوقعا". ولا تزال وكالتا موديز وفيتش حتى الان تمنحان فرنسا التصنيف الممتاز "ايه ايه ايه". وشاع خبر خفض تصنيف فرنسا بعيد ظهر الجمعة في الاسواق قبل ان يثير جدلا محتدما في الاوساط السياسية حال تاكد الخبر من مصادر اوروبية في البداية. وقال جان مارك ايرو رئيس كتلة نواب الحزب الاشتراكي ان ساركوزي "سيبقى (في التاريخ) باعتباره الرئيس الذي تسبب في تراجع فرنسا" مشيرا الى "شعور بالاهانة" و الى ان ذلك شكل "ثمن خمس سنوات كارثية اضعفت مصداقية البلاد". وقالت مارتين اوبري زعيمة الحزب الاشتراكي "ان خسارة التصنيف الممتاز ياتي عقابا للسياسة المتبعة منذ 2007. ساركوزي سيبقى (في التاريخ) باعتباره رئيس تدهور فرنسا". اما رئيسة الجبهة الوطنية ماري لوبان فقد رات فيها "نهاية اسطورة الرئيس الحامي" وفشلا "لكل اولئك" المدافعين عن اليورو. وقال فرانسوا بايرو المرشح الوسطي للرئاسة "ان وضعنا في اوروبا سيتاثر رمزيا وبالتالي سياسيا". واضاف "انه في الواقع تراجع مضاعف (..) تراجع لتصنيفنا السيادي ما من شانه التاثير على سمعة بلادنا" ولكن ايضا "مقارنة مع جارنا الرئيسي المانيا". وبشكل عام ينذر فقدان التصنيف الممتاز لفرنسا ثاني اكبر مساهم بعد المانيا في صناديق دعم دول منطقة اليورو التي تعاني صعوبات مالية، بالقضاء على تلك الاليات التي تعاني اصلا في مواجهة امتداد الازمة. وفي فرنسا ينذر خفض التصنيف بانعكاسات متصاعدة خصوصا وان فرنسا ستصدر في 2012 178 مليار يورو من السندات. ويعني خفض التصنيف ارتفاع نسبة الفائدة. وانهت البورصات الاوروبية التي كانت على ارتفاع حتى بعيد ظهر الجمعة بعد بوادر تهدئة الازمة مع نجاح اصدار سندات ايطالي، الاسبوع بالوان حمراء.