خفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندارد اند بورز مساء الجمعة درجة فرنسا وثماني دول اخرى في منطقة اليورو، من دون أن تُدرج بينها المانيا، لتؤجّج بذلك الازمة بينما يبدو ان مفاوضات حيوية حول اليونان قد تواجه الفشل. وقد خسرت فرنسا بموجب الاجراء الجديد تصنيفها الممتاز AAA الذي كانت تتمتع به مع المانيا مما يسمح لهاتين الدولتين بالاستدانة بكلفة اقل. وفي بيان نشرته ليل الجمعة السبت، قالت الوكالة ان "المبادرات" الاخيرة للقادة الاوروبيين تبدو "غير كافية للتصدي بشكل كامل للمشاكل في الانظمة في منطقة اليورو". وانتقدت الوكالة الحلول التي تعتمد بشكل شبه حصري على اجراءات تقشفية. ودانت المفوضية الاوروبية على الفور القرار الذي اتخذ بينما يقوم الاتحاد النقدي "بالتحرك بشكل حاسم على كل الجبهات لمعالجة الازمة"، وصفة إياه ب"الخاطىء". وكانت وكالة التصنيف الاميركية حذّرت في الخامس من كانون الاول/ديسمبر الماضي من انها يمكن ان تخفض تصنيف 15 دولة في منطقة اليورو بينها البلدان الستة التي تتمتع بدرجة AAA. لكنها في نهاية المطاف حرمت فرنسا والنمسا فقط من هذه الدرجة وصنفتهما بدرجة AA+. كما خفضت درجة مالطا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وخفضت الوكالة ايضا درجتين تصنيف ايطاليا واسبانيا والبرتغال وقبرص ووضعت الدولتين الاخيرتين في فئة الاستثمارات المبنية على المضاربة. في المقابل، احتفظت اربع دول هي المانيا وفنلندا وهولندا ولوكسمبورغ بتصنيفها بدرجة "ايه ايه ايه" كما لم يخفض تصنيف بلجيكا واستونيا وايرلندا. ووضعت ستاندارد اند بورز كل دول منطقة اليورو باستثناء المانيا وسلوفاكيا "امام آفاق سلبية" مما يعني ان هناك احتمالا يعادل واحداً من كل ثلاثة لخفض جديد قبل نهاية 2013. وما زالت فرنسا تتمتع بتصنيف AAA لدى وكالتين دوليتين كبيرتين للتصنيف هما موديز وفيتش. وجاءت خطوة ستاندارد اند بورز في "أسوأ" وقت للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي جعل من المحافظة على درجة AAA أولوية، إذ أتت قبل مئة يوم من الاقتراع الرئاسي الذي سيترشح فيه على ما يبدو. وقال وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان "هذا ليس خبرا جيدا" لكنه "ليس كارثة" محاولا تخفيف وطأته. واضاف بعد اجتماع ازمة في قصر الرئاسة مع ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرة الميزانية فاليري بيكريس "ليست وكالات التصنيف هي التي تملي سياسة فرنسا". من جهته، قال نظيره الالماني فولفغانغ شويبله انه "يجب عدم المبالغة في تقدير حكم وكالات التصنيف الائتماني". واضاف ان "فرنسا تسير على الطريق الصحيح"، معبرا عن تضامنه عن اكبر شريكة لالمانيا. اما منطقة اليورو، فقد اعلنت الجمعة عزمها على بذل قصارى جهدها للحفاظ على التصنيف الممتاز لصندوق الانقاذ عند مستوى AAA. وعاشت اوروبا عشرة أيام حاسمة لإنقاذ منطقة اليورو بعد الاتفاق على زيادة حجم صندوق إنقاذ المنطقة. وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية اولي رين في بيان انه "يأسف للقرار غير المنطقي لستاندر اند بورز". واضاف "بعد التحقق من ان التوقيت لم يأت صدفة، اشعر بالاسف ازاء القرار غير المنطقي الذي اتخذته اليوم ستاندرد اند بورز في ما يتعلق بتصنيف دول عدة في منطقة اليورو في وقت تعمل هذه المنطقة بشكل حاسم على كل الجبهات لمعالجة الازمة". ويتهم مسؤولون أوروبيون وكالات التصنيف الثلاث بمحاباة الولاياتالمتحدة، فهي حافظت حتى آب على تصنيف موازنتها ومستويات تزداد ارتفاعاً من الديون العام كانت تعاني لشهور عجزاً غير قابل للاستمرار في AAA من جانبه اعلن رئيس مجموعة وزراء المال في منطقة اليورو جان كلود يونكر في بيان ان البلدان التي تقدم ضماناتها لصندوق الانقاذ المالي لمنطقة الاتحاد الاوروبي "تؤكد عزمها استكشاف الخيارات للحفاظ على تصنيفها عند AAA". وتزامن كل ذلك ايضا مع خفض التصنيف الممتاز للنمسا وتراجع تصنيف ايطاليا درجتين الى BBB+. وهي المرة الاولى التي تنتقل فيها ايطاليا الى المستوى بي لانه لم يسبق ان سحبت اي وكالة تصنيف الدرجة A من ايطاليا. وكانت ستاندرد اند بورز خفضت في ايلول/سبتمبر تصنيف ايطليا من A+ إلى A، وبرّرت ذلك بعدم استقرار حكومة برلوسكوني والتردد بشأن تدابير التقشف. وجاء نبأ آخر سيء من اثينا الجمعة مركز ازمة الديون منذ بداية 2010 حيث اعلنت البنوك تعليق مفاوضات مع اليونان حول مقاييس اعادة هيكلة الديون. ويُذكر ان وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني حذّرت من أن النظرة المستقبلية لمنطقة اليورو زادت تشاؤماً في الأشهر الأخيرة، لكنها أوضحت أنها لا تتوقع حرمان فرنسا من تصنيفها الممتاز هذه السنة على الأقل.