انقلبت حياته رأساً على عقب، وتحول بين عشية وضحاها من شاب يافع ينبض بالحياة ويطمح إلى المستقبل ويحلم بمساعدة والده وردّ الدين له، إلى عاجز متقاعد يستطيع بالكاد توفير الحاجات الضرورية لأسرته. هذا هو وضع الشاب إبراهيم يحيى، الذي يقيم في محافظة خميس مشيط. ويقول إبراهيم: «وقعت لي حادثة مرورية في تاريخ 22/3/1431 ه، نتج عنه وفاة أحد مرافقي وإصابتي بكسور عدة في الفخذ، إضافة إلى إصابات أخرى، ومكثت في مستشفى عسير نحو أربعة أسابيع». ويضيف: «نظراً إلى عدم قدرتي على دفع دية المتوفى، فقد خرجت من المستشفى إلى التوقيف العسكري، وسجنت هناك منذ تاريخ 18/4/1431 ه إلى غرة شهر رمضان من العام نفسه»، مؤكداً بأنه أحيل إلى التقاعد بناء على التقارير الطبية التي أثبتت عجزه عن تأدية واجباته العسكرية. حاول إبراهيم بعد خروجه من التوقيف جمع مبلغ الدية إلا أنه لم يستطع، «حاولت الاقتراض ولكن من سيقرض شخصاً مثلي؟ فلا يوجد لدي مصدر دخل يفي بسداد القروض، فأنا أعيش على راتب تقاعدي وأعاني من مرض الاكتئاب النفسي». ويكشف إبراهيم أنه مصاب بسرطان الجلد ويحضر ثلاث جلسات في الأسبوع للعلاج عن طريق المسح الضوئي، الأمر الذي يجعله يرزح تحت ضغوط نفسية لا قبل له بها. ويتساءل: «من أين آتي بقيمة الدية؟ بل كيف سأنفق على أسرتي؟ وكيف أستطيع توفير مبلغ الإيجار؟»، موضحاً أنه رجل متزوج ولديه طفلان ويسكن في بيت بالإيجار والديون تحاصره من كل صوب، بما فيه قيمة الدية. ويستطرد: «والدي رجل أمي غير موظف ويصرف على إخوتي من مساعدة الضمان الاجتماعي وليس في يده شيء»، لافتاً إلى أنه يتحسر ويذرف الدموع عندما يتذكر وضعه ووضع والده وأشقائه، «لا أبكي على وضع أسرتي فقط، فما يؤرقني هو الحزن الذي يعيش فيه والدي بسبب قلة حيلته وعدم قدرتي على مساعدته، إضافة إلى أني لا أستطيع أن أملك دموعي عندما أرى أطفالي وأتساءل: كيف سيكون مستقبلهم؟» وينتظر إبراهيم من فاعلي الخير مساعدته وتقديم يد العون في دفع مبلغ الدية باسم المحكمة الجزئية في خميس مشيط أو باسم الوكيل الشرعي للمتوفى، تلافياً لعودتي إلى السجن، «أريد أن ألتفت لبقية ديوني وشؤون أسرتي ولن أستطيع ذلك وأنا أعلم أن هناك ديناً يحيط بي، وأتمنى من الميسورين تقديم ما يستطيعون والوقوف إلى جانبي»، مؤكداً أن المبلغ المقدر عليه يبلغ (162999) ريالاً.