يعيش الحكم السعودي فهد الشمري، حياة صعبة تقترب شيئاً فشيئاً من البؤس، إلى درجة أصبح معها مهدداً بالسجن، لعدم تمكّنه من الوفاء بالديون المتراكمة عليه نتيجة لمصاريف علاج والدته. ووفقا لتقرير أعده الزميل فيصل المخلفي ونشرته "الحياة"، يقول الشمري المثقّل بالديون: «واجهتني ظروف مادية صعبة أولها مرض والدتي شفاها الله وقلة ذات اليد، إضافة إلى مسؤوليتي عن عائلة كبيرة جداً مطالب بتأمين جميع متطلباتهم اليومية»، لافتاً إلى أنه يعمل على نظام بند مؤقت براتب شهري لا يتجاوز 2400 ريال، «وهو مبلغ قليل في ظل تزايد الأسعار». ويضيف: «أنا حكم كرة قدم سابق وهجرت معشوقتي كرة القدم بعد مرض والدتي بتليف بالكبد فقد أرخصت الغالي والنفيس لعلاجها في كل مكان داخل المملكة وخارجها»، موضحاً أنه اقترض مبالغ ضخمة بعضها قروض تجارية وأخرى حسنة من أجل علاج والدته، حتى بلغت الديون نحو 400 ألف ريال. ولم يخف الشمري دموعه وهو يقول: «وحدة الحقوق في شرطة حائل طلبتني أكثر من مرة، فإما دفع الدين المتبقي أو السجن»، متسائلاً: «من أين آتي بالمبلغ المتبقي علي وهو 280 ألف ريال، وأنا رجل لا أستطيع أن أفي بمتطلبات والدتي وأطفالي؟». ويتابع: «أعمل جاهداً على غرس الابتسامة على محيا أفراد أسرتي، خصوصاً الأطفال، وأحاول أن أبعدهم عما أواجهه من مشكلات حتى لا يبدأون حياتهم بالخوف والحزن». ويستطرد: «دخلت السجن وبقيت فيه نحو شهرين، وخرجت بكفالة ابن أختي، وحتى الآن وأنا مطارد من الشرطة ومن الدائنين ومعهم أمر قبض عليّ وأمر تنفيذ سجن ومعمم عليّ في كل مكان، وجريمتي هي أنني كنت أبحث عن علاج لوالدتي»، مؤكداً أنه رجل فقير وضعيف الحيلة يعول أسرة كبيرة ويحاول بكل ما يستطيع أن يؤمن لهم قوت يومهم لا أكثر. الشمري يقاسي الحزن ويشعر بالعجز، ويخشى ضياع أسرته، ولا يملك سوى الدعاء بشفاء والدته وتحسن أحواله المعيشية، «لا أستطيع التعبير عما في نفسي إلا عندما أكون وحيداً، حيث تنهمر دموعي، مع أنني أدّعي الفرح وأؤكد لأسرتي أن الأوضاع على خير ما يرام»، مستدركاً أنه يشعر بالحزن وهو يشاهد أبناءه ووالدته يقاسون هذا الألم النفسي، ويحز في خاطره أنه لم يستطع إسعادهم وتأمين ما يحتاجون. و يؤكد فهد أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل وقفا معه بدفع مبلغ 120 ألف ريال، «أنا مدين لهما ما حييت ومعروفهما سيظل قلادة في عنقي»، موضحاً أنه يسعى إلى أن يقف معه المجتمع الرياضي لمساعدته في سداد بقية دينه. ولا يخفي الشمري أن مستقبله الرياضي والوظيفي وئد في المهد نتيجة لمرض والدته، إلا أنه ما زال ينظر إلى الأمور بعين متفائلة، «أتمنى من المسؤولين في هذه البلاد المباركة تحسين أوضاعي»، موضحاً أن أحلامه توقفت على إسعاد أبنائه وعدم تأثرهم بما يحيط بهم من أسى وحزن».