انقلبت حياته رأساً على عقب، وتحول بين عشية وضحاها من شاب ينظر إلى المستقبل بتفاؤل إلى المستقبل ويحلم برد دين والديه، إلى عاجز محتاج إلى من يعتني به. هذا هو وضع الشاب إبراهيم. ويقول إبراهيم: «وقعت لي حادثة مرورية، بينما كنت أمارس هوايتي بقيادة الدراجات النارية، تسبب في إصابتي بكسور عدة، وهو ما اضطر الأطباء إلى تنويمي أكثر من ثلاثة أشهر»، مؤكداً أنه طوال فترة بقائه في المستشفى لم يكن مهتماً سوى بوضع أسرته، التي تعتمد - بعد الله - على راتبه الشهري. ويضيف: «خرجت من المستشفى عاجزاً عن المشي، ومع ذلك بدأت الأوضاع المادية تسوء أكثر، فقد خسرت وظيفتي، فأجبرت على اعتزال الناس، وشيئاً فشيئاً بدأت حالتي النفسية تسوء». حاول إبراهيم الاقتراض ولكن من سيقرض شخصاً مثله؟ فلا يوجد لديه مصدر دخل، وهنا بدأ الاكتئاب يصل إليه، وشيئاً فشيئاً وجد نفسه مصاباً بأمراض نفسية أجبرته على مراجعة الأطباء. ويتساءل: «كيف سأنفق على أسرتي ووالدي مثلي لا دخل له؟ وكيف أستطيع توفير مبلغ الإيجار؟»، موضحاً أنه رجل متزوج ولديه طفلان ويسكن في بيت بالإيجار والديون تحاصره من كل صوب. ويتابع: «والدي رجل أمي غير موظف ويصرف على إخوتي من مساعدة الضمان الاجتماعي وليس في يده شيء»، لافتاً إلى أنه يتحسر ويذرف الدموع عندما يتذكر وضعه ووضع والده وأشقائه، «لا أبكي على وضع أسرتي فقط، فما يؤرقني هو الحزن الذي يعيش فيه والدي بسبب قلة حيلته وعدم قدرتي على مساعدته، إضافة إلى أني لا أستطيع أن أملك دموعي عندما أرى أطفالي وأتساءل: كيف سيكون مستقبلهم؟».