لم يعش طفولته كما أقرانه والسبب العوز، أما سن المراهقة فقد وجد نفسه مرافقاً لوالده على السرير الأبيض، ولم يكد يتعايش مع ظروف الفاقة والمرض، حتى وجد نفسه مسؤولاً عن أسرة مكونة من 14 فرداً، إذ توفي والده بعد صراع مع الأمراض استمر سنوات عدة. بين بقايا الحزن والشعور بالخوف، يقاسي أبو متعب وتعتريه الهموم وتثقل كاهله الديون، يتلمس طريقاً وعرة في ظلام دامس، ويتساءل: هل تنتهي الطريق أم ينبلج النور؟ أم سأظل هكذا؟ وإلى متى؟ يلتفت الشاب يمنة ويسرة، فلا يجد إلا أفواهاً جائعة وعيوناً منكسرة جفت دموعها ولا ترى بوادر أمل قريب، إلا أن يرحمهم الله برحمته عبر أحد عباده. ويقول أبو متعب ل«الحياة»: «تراكمت علي الهموم بعد أن مرض والدي الذي نوم في المستشفى وبعد صراع مع المرض توفي، وترك أسرة مكونة من 14 شخص، معظمهم في مراحل تعليمية مختلفة». ويضيف: «فوجئت بالديون التي أنا مطالب بسدادها عن والدي، إذ تزيد عن 50 ألف ريال، وهي مثبتة بالصكوك الشرعية والكمبيالات وصور المديونية، بعضها لمصارف وبعضها الآخر لأفراد». ويؤكد أبو متعب: «لن يشعر أحد بهَم الدين سوى من يرزح تحته، أشعر أحياناً أنني أختنق عندما أستغرق في التفكير في كيفية سداده، ولا أجد مخرجاً فأذهب بعيداً وأبكي من قلة الحيلة» لافتاً إلى أنه يشفق على والده لأنه لم يستطع تخليصه من الديون المطالب بها. ليس الدين وحده ما يؤرق الشاب المنكسر، «جميع أفراد أسرتي ينتظرون ما أفعل، ولو أخبرتهم بعجزي عن إدارة المنزل وتوفير لقمة عيشهم، فستصيبهم صدمة وربما تفسد مستقبلهم جميعاً، هم خائفون مع أنهم لا يعلمون عن التفاصيل، فما بالك لو علموا أنني أجد مشقة لا يعلمها إلا الله في سد أفواهم». ويستطرد: «الأقساط التي يجب أن دفعها لم يتبق على حلولها شيء، ولم أكن أتصور أن الوضع سيصل إلى هذا الحد من البؤس». ولفت إلى أن «أول استحقاق للدفعة الأولى الشهري الماضي، ومع ذلك لم أستطع توفير المبلغ، على الرغم من أني حرصت على إيجاد عمل إضافي ووفقت في ذلك، ولكني عجزت عن التصرف في تأمين هذه المبلغ خصوصاً مع غلاء المعيشة، ولم أجد من يقف إلى جانبي».