هاجم القاضي الفرنسي مارك تريفيديك المكلَّف بالتحقيق في ملف الرهبان الفرنسيين السبعة الذين قُتلوا في الجزائر عام 1996، العدالة الجزائرية بشدة إثر تأجيلات متكررة لزيارته إلى مسرح الجريمة. وقال القاضي: «على الجزائريين أن يخبرونا إن كانوا يتلاعبون بنا أم لا». واعتبر أن العدالة الجزائرية «تماطل» في السماح له بالقدوم إلى الجزائر للتحقيق في ملف «رهبان تيبحيرين». وكانت زيارة القاضي الفرنسي تأجلت سابقاً مرتين ما دفع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى بحث هذا الملف مع المسؤولين الجزائريين في آخر زيارة له إلى الجزائر منذ شهر. وتثير قضية «رهبان تيبحيرين» قدراً كبيراً من الحساسية في العلاقة الجزائرية- الفرنسية بسبب تحفظ المؤسسة العسكرية على التحقيق في فرضية حصول خطأ عسكري أدى إلى مقتلهم في منطقة المدية (100 كلم جنوب العاصمة)، إذ إن الرواية الرسمية تؤكد أن جماعة إرهابية اغتالتهم بعد خطفهم. وتحدث تريفيديك لإذاعة فرنسا الدولية أمس، عن عراقيل من جانب العدالة الجزائرية، وقال: «عليهم أن يخبرونا إن كانوا يتلاعبون بنا أم لا». وأضاف: «لا أملك تاريخاً محدداً منهم للزيارة. أنا لا أفهم ما يحدث». وتطرّق القاضي إلى زيارة فابيوس الأخيرة إلى الجزائر، لافتاً إلى أنه «عاد بوعود جميلة ولكن لم يحدث شيء من يومها». وخاطب السلطات الجزائرية قائلاً: «حددوا لي التاريخ الذي يناسبكم وسنلتزم به. ماذا تريدون أن أفعل أكثر من ذلك؟ لن أحرق نفسي من أجل ملف». ويعمل القاضي الفرنسي على إثبات أو نفي اتهامات للجيش الجزائري بالضلوع في الحادثة، إذ تقول رواية فرنسية حديثة إن الجيش أطلق قذائف من مروحيات عن طريق الخطأ على مجموعة مسلحة في جبال المدية تبين فيما بعد أن الرهبان كانوا بينهم. ويحاول القاضي من خلال استخراج الرفات التأكد من ذلك، علماً بأن جثث الرهبان لم يُعثر عليها أبداً، وإنما عُثر فقط على رؤوسهم في مدخل مدينة المدية داخل كيس على قارعة الطريق. على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الفرنسي إن مسؤولين من حكومة مالي سيجتمعون مع المتمردين الطوارق في الجزائر في 16 تموز (يوليو) الجاري، مشيراً إلى إحراز تقدم في محادثات السلام المتعثرة.