إسلام آباد – رويترز، يو بي آي - حشد «حزب الشعب» الذي ينتمي اليه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري حلفاءه في الائتلاف الحاكم لدعمه وسط تنامي التوتر بين الحكومة والمؤسستين القضائية والعسكرية في شأن سلسلة دعاوى وإجراءات. وأفادت مصادر سياسية بأن الحكومة تعتزم مطالبة البرلمان بإجراء تصويت على الثقة من اجل دعم الزعماء المدنيين، في وقت تخضع لتحقيق قضائي في شأن وقوفها خلف مذكرة طلبت العام الماضي مساعدة الولاياتالمتحدة في الحد من نفوذ الجنرالات، وتواجه معضلة الرد على مطالبة المحكمة العليا ايادها بالتزام تنفيذ قرار اعادة فتح ملفات فساد تتضمن ملاحقات في حق زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ووزراء. وأشارت المصادر ذاتها الى ان حلفاء ل «حزب الشعب» أوصوا بعدم ضغط زرداري وحلفائه كثيراً على الجيش، خوفاً من نشوب أزمة ضخمة أخرى في البلد المسلح نووياً والذي يواجه تمرد حركة «طالبان». وقال نائب عن حزب كبير متحالف مع حزب زرداري: «سندعم أي قرار يدعم السلطة المدنية كونه خطوة لتعزيز الديموقراطية في البلاد، لكن يصعب ان ندعم قراراً يستهدف احدى مؤسسات الدولة». تغيير دستوري وكشفت مصادر عسكرية الى ان الجيش يرغب في ان يترك زرداري السلطة لكن عبر الطرق الدستورية وليس عبر انقلاب جديد يكرر سلسلة الانقلابات التي رافقت نصف تاريخ باكستان منذ استقلالها قبل نحو 65 سنة. ويضع الجيش السياسة الخارجية والأمنية لباكستان حتى في ظل سلطة مدنية، لذا لا يحتاج الى سبب كبير مثل تهديد مصالحه الاساسية من اجل تبرير حدوث انقلاب. لكنه يفادي أيضاً تولي السلطة بالكامل وتحمل مسؤولية مشاكل كثيرة تشمل ضعف الاقتصاد وانتشار الفقر وانقطاع الكهرباء، لأنها تعرضه الى انتقادات شعبية. وتنظم الانتخابات العامة المقبلة في باكستان عام 2013، ثم ينتخب النواب رئيساً جديداً، وهو منصب شرفي إلى حد كبير في باكستان. ترافق ذلك مع عودة الرئيس زرداري الى إسلام آباد أمس، بعد حضوره حفلة زفاف في دبي، بحسب ما افاد مكتبه، علماً ان زيارته غير المتوقعة للمدينة ذاتها في كانون الاول (ديسمبر) الماضي اثر تعرض لأزمة قلبية اثارت تكهنات في شأن احتمال اطاحة النظام او ابعاده من الحكم، خصوصاً انه لم ينجح طيلة فترة حكمه في ازالة صورة تورطه السابق بالفساد، والتي حتمت تراجع شعبيته. ميدانياً، قتل شرطيان وجرح 11 آخرون على الاقل، في مقابل سقوط 3 مسلحين في هجوم شنه أكثر من 100 مسلح، بحسب شهود، على مركز للشرطة في منطقة سارباند بإقليم خيبر القبلي (شمال غرب). وكشفت مصادر عسكرية حصول تبادل للنار بين المسلحين وعناصر الأمن طيلة 4 ساعات، قبل ان يلوذ المسلحون بالفرار.