اشتكت قناة الجزيرة الرياضية من التشويش على باقاتها المشفّرة وحرمان مشتركيها من متابعة مباريات مختلف الدوريات والأحداث الرياضية التي تحوز بثها الحصري (..) وتوعّدت بمقاضاة المتسببين في هذا الفعل المنبوذ، والمخالف للروح الرياضية. بعد يومين أخبر خبراء فرنسيون شبكة الجزيرة الرياضية، أن مصدر التشويش، هو إيران، وأنّ السبب في ذلك يكون شعور الجمهور في هذا البلد العاشق للكرة بالظلم، لعدم قدرته على متابعة مباريات الليغا، لأنّ منطق الاحتكار التجاري، يكون أحياناً مدعاة للرفض والمقاومة... ولكنّ المفارقة العجيبة هي أنّ هذا التشويش، والقرصنة التي تعرّضت لها الجزيرة الرياضية، تزامنت مع المناورات التي يقوم بها الجيش الإيراني في الخليج العربي، والتهديد بغلق مضيق هرمز، وتساءلت ضاحكاً، ماذا لو يكون السبب في اتخاذ قرار الغلق موجّه ضد الجزيرة الرياضية وليس الإخبارية السياسية؟ ومن يدري، فربّما الأمر لا يتعلّق باستعراض قوة ولكن برفض احتكار مباريات يشارك فيها ميسي وأصحابه. فالرياضة كثيراً ما تكون سبباً في حروب.. سياسية. الجهة التي كشفت مصدر التشويش فرنسية، بمعنى أنّ المتاعب التي واجهتها شبكة ناصر الخليفي، في مونديال 2010، حيث تعددت حالات التشويش والقرصنة، وجدت حلّها هذه المرة في الخبرة الفرنسية، حيث صار لقطر موطئ قدم كروية في العاصمة باريس، بالعمل على بناء فريق باريس سان جيرمان، وفق معادلة إيطالية التصميم، برازيلية التنفيذ، بجلب لاعبين من الطراز العالي، للسيطرة على الدوري الفرنسي أولاً، والمزاحمة على مقاعد الصف الأول الأوروبية... فلننتظر طبخة ناصر وليوناردو. في فرنسا أيضاً، يشغل بال الرأي العام هذه الأيام، الفتى المشاغب في كل شيء، إريك كانتونا الذي أعلن ترشّحه للانتخابات الفرنسية المقررة ربيع 2012، إذ إنّه أرسل إلى رؤساء بلديات فرنسا، وعددهم 36685 طالباً منهم مساعدته في منحه 500 توقيع تتيح له إمكانية التباري على مقعد الإليزيه.. ويحصر رسالته السياسية، في أنّه سيقاوم الجوع ويوفّر السكن، ويتحدث بلسان الحقيقة مع الفرنسيين.. ولم يستغرب الرأي العام الفرنسي رغبة الملك كانتونا في الترشح، فللاعب الدولي السابق مواقفه الجريئة، إذ سبق له أن دعا الناس إلى سحب فلوسهم من البنوك لإسقاط النظام المالي الرأسمالي الذي يبتز الفقراء، ويمتص عرقهم وشقاء عمرهم.. حتّى إنّ هناك أصوات ارتفعت مؤيّدة له، واقترحت عليه الدعوة إلى تبنّي نظام البنوك الإسلامية.. كانتونا، اللاعب الذي يحبه الإنكليز، ويعشقه الفرنسيون، لم يترك الأضواء تغيب عنه بعد اعتزاله الكرة، فاتجه إلى عرض الأزياء، والسينما، واختار الإقامة مع زوجته العربية في أميركا، حيث يمكنه أن يتحرّك في كل الاتجاهات ويحقق بعضاً من أحلامه. ويتساءل الفرنسيون إن كان كانتونا سينجح في تكرار تجربة الممثل الكوميدي كولوش الذي ترشح ضدّ ميتران، ووجد الناس في ذلك سلوكاً متميّزاً للمبدعين الفرنسيين.. غير أنّ الفرق هو أنّ كولوش اشتهر بمقولات يبتدعها من حياة الناس، أمّا كانتونا فيملك حس الثورة من أجل الناس القادر على إعادة الفرنسيين إلى ما قبل ثورة 1789 حيث ظهر المتمردّون على الأنظمة السائدة والفاسدة. فهل سيقنع كانتونا الخمسمائة رئيس بلدية بمنحه توقيعاتهم ليلعب بين اليمين واليسار، وهو الذي اشتهر كقلب هجوم يعرف كيف يصل إلى الشباك، ويلحق بخصومه أقصى الهلاك. بقي أن نسأل إن كان كانتونا حفظ الدرس من تجربة قلب هجوم ليبيريا المستر جورج ويّا الذي نافس امرأة من أجل كرسيّ الرئاسة لكنّه خرج بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، ليعود إلى الملاعب التي تعرفه ويعرفها، معترفاً أن السياسة تفضّل قلب الدفاع وتتجنب قلب الهجوم. [email protected]