الفرنسي فرانك ريبيري، ذو الوجه المشوّه قليلاً بفعل حادث مروري، أشهر إسلامه في العام 2006 ليحمل اسم بلال محمد يوسف، ويختار ألمانيا موطناً لاحترافه. فهو مثل أسماء كثيرة انجذبت إلى الاسلام في زمن وصمه بالإرهاب والتطرف، أمثال أنيلكا الفرنسي وفريد البرازيلي، ويجري حديث عن تيري هنري وفان بيرسي (..) وآخرون يفضلون الكتمان. ريبيري الذي لا يختلف حوله اثنان في أنّه لاعب موهوبٌ، وقادر على أن يقلب الأمور في أيّة مباراة، بدأ منذ فترة يثير حفيظة الفرنسيين، ويدفع نحول تشكيل جبهة ضدّه، وهو لا يأبه بذلك، ويمكن إيجاز ذلك في المواقف التالية: أولا: لم يعلّق على ما قامت به زوجته الجزائرية وهيبة، عندما حملت العلم الجزائري في مباريات منتخب فرنسا، وفي هذا مساس بمشاعر الفرنسيين الذي ضاقوا ذرعاً بأبناء الجيل الثاني والثالث من مهاجري المغرب العربي الذي لا يمرّ حدث رياضي أو سياسي من دون أن يخرجوا إلى ساحة الشانزليزيه، فيرفعون أعلام بلدانهم، حتى ليتهيأ للمرء أنهم وراء الضفة الجنوبية للمتوسّط... وربّما هذا ما دفع ساركوزي إلى فتح نقاش حول الهويّة الفرنسية... ووهيبة ريبيري، هي جزء من النسيج الفرانكوعربي (..) الذي يعرف أنّه لا يمكن له أن يتخلّى عن بشرته القمحيّة ومشاعره الروحيّة. ثانيا: عندما نجحت فتاة لعوبُ من أصل عربي، في الإطاحة بريبيري وبعض نجوم منتخب الديكة، عشية المونديال، تحرّكت عواطف الفرنسيين، واعتبروا تلك ضربة أخلاقية غير مسبوقة، كون الفتاة لم تبلغ سنّ الرشد، وأنّ لاعبي منتخب فرنسا، خارجون عن الأخلاق. ولم تؤنّب وهيبة زوجها، وتعاملت معه كما فعلت هيلاري مع بيل كلنتون الذي كادت مونيكا ليونسكي تفتك بمركزه السياسي، وأن سانكلير التي وقفت إلى جانب زوجها دومينيك ستراوس كان بعد أن انفضح أمره مع الخادمة نفيسة ديالو، ليجد نفسه خارج سباق الرئاسة الفرنسية 2012. فأحياناً تدفع المرأة من كرامتها في مقابل إنقاذ عائلتها. وهو ما فعلته وهيبة، أمام اعتذار فرانك بلال. ثالثا: تعمّد ريبيري اللعب بمشاعر الفرنسيين في تصريحاته للصحافيين، حيث يفضّل اللغة الألمانية والآن ليزية من دون الفرنسية، ولو كان السائل فرنسياً، وفي هذا إهانة للغة فولتير ولامارتين. ولسنا بحاجة إلى التذكير بمواقف كثيرة أزعجت الفرنسيين كونهم يشدّون على لغتهم بالنواجذ، وأذكر أنّ قبل سنوات، غادر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مؤتمراً تحدّث فيه رئيس منظمة اقتصادية بالآن ليزية وهو فرنسي، قائلاً «ماذا دهاك... ألست فرنسياً حتى تهين لغتك؟». رابعا: عندما رزق بولد ثالث، بعد خمسة أيّام من مرور عشر سنوات من فاجعة 11 سبتمبر، أسماه سيف الاسلام، قامت الدنيا ولم تقعد. فالطفل جاء في خضمّ حرب ساركوزي على القذافي وأبنائه، وفي تسمية ريبيري لابنه سيف الاسلام، إشارة إلى أنّه يجاهر بانتمائه الإسلامي، ولا يهمّه في أن يكون سيف الاسلام ملاحقاً من العدالة الجنائية الدولية والأنتربول أم لا؟ ولا يعنيه أن يغضب ساركوزي أو يفرح القذافي. هو أحبّ وزوجته هذا الاسم، فأعلنه لوسائل الإعلام التي وجدت فيه مادة للاستهلاك. من دون أن تسأل السرّ في تسمية ابنته الأولى حيزيّة، وهي بطلة أشهر قصّة حبّ حقيقية في الجزائر، يرويها الناس، ويستمتعون بأغنيتها الشهيرة التي أداها كبار الفنانين في الجزائر. وأمّا شاهيناز، فهي ذات أصول فارسية وتعني الملكة المحبوبة... وبالتالي، فإنّ عائلة ريبيري متعددة الأعراق والجنسيات... والمتاعب. [email protected]