تمتع منطقة الرياض بوجود ما يزيد عن 100 روضة طبيعية موزعة في ربوعها التي يحدها من الشمال عروق الدهناء ونفود الثويرات، ومن الشرق عروق الدهناء، والربع الخالي من الجنوب، وغرباً حرات الحجاز، واختفت الروضات والفياض في هذه المنطقة بأشجار ونباتات تزدهر في فصل الربيع لتصل إلى 45 نوعاً من النباتات الرعوية والحولية أبرزها: الثمام والثيوم والظعة والنصي والعكرش والرخام والحلم والضمران والعوشيح والفقا والسمر والطلح والسلم والسدر، ومن أبرز الروضات التي تجتذب رواد السياحة والتنزه في البر روضة السلبة بنفود الثويرات والمزيرعة والنظيم ونورة ووادي القش والمحلية وقيضة أم قرين وروضة خريم والخفس وأم القطا والمسعودي بغرب عروق الدهناء.فيما يستلهم مرتادو الروضات في رحلتهم السياحية ما كان عليه الآباء والأجداد في ترحالهم وعيشهم في البراري، تجمعهم خيمة قماشية لا تتجاوز مساحتها عدة أمتار تضرب أوتادها في حين قد يستعيض المستمتع بالرحلة إطهاء طعامه بالحطب الطبيعي الذي يمنح الطعام مذاقا آخر يجبرك على تناوله، يعقبه إحتساء فنجان من الشاي مَعَّدٌ على السمر أو تناول رشفة من القهوة الممزوجة برائحة الغضى وطعم الهيل والزعفران وبينما يحل وقت الليل يستمتع رواد الطبيعة بالنظر يتمعن في النجوم وحركة الشهب واقتران الكواكب حيث يخلد صوت المكان إلى الهدوء فلا تسمع إلا حسيس النار وهي تزيد المكان دفئاً وحينما تشرق الشمس يبدأ الإنسان رحلة جديدة في البراري حيث يوجد في المملكة ما يربو على (319) نباتاً عشبياً يستخدم في الطب البديل حسب مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إلا أن العديد من الروضات والفياض قد انقرضت وأخرى في طريقها للانقراض وفقاً لما ذكرت وزارة الزراعة، وذلك بسبب سلبية الإنسان في التعامل مع الطبيعة وتدمير الأعشاب والأشجار وتلويث البيئة الطبيعية بما يتركه بعض المرتادين من مخلفات صناعية تتلف النباتات إلى جانب تسببهم في انخفاض التربة بسبب دخول السيارات إلى أعماق الروضات وإشعال النيران بالإضافة إلى موجات الجفاف والتصحر والرعي الجائر فيما تنوي وزارة الزراعة تنفيذ حملة وطنية توعوية واسعة في هذا المجال من أجل المحافظة على الغطاء النباتي.