اختار الرئيس السابق لنادي الوحدة جمال تونسي أن يخرج عن صمته الذي فرضه على نفسه، بعد ابتعاده عن رئاسة النادي المكي، أو ربما فُرض عليه قسراً بعد طلب إبعاده برغبة من الرئيس العام لرعاية الشباب نواف بن فيصل على حد قول واعتراف تونسي نفسه. وتمكن تونسي أن يعود إلى قلب الأضواء الرياضية من الباب الخلفي في المقابلة «القنبلة»، التي أجراها المذيع ضيف الله الصقر لصالح قناة نايل سبورت، بعد أن وجه نقداً «لاذعاً» لا يجرؤ أحد على قوله من دون أن يفكر في «المقاضاة» القانونية، التي ممكن أن تقع عليه جراء الكلام «القاسي»، والهجوم «الكاسح»، والاتهامات «الصريحة». وعلى ما يبدو أن تونسي لا يزال يعيش في «عذاب ضمير»، بعد أن وجه له بعض محبي النادي المكي «سهام اللوم» على سوء إدارته للأزمة، التي نشأت مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومع الرئاسة العامة لرعاية الشباب بسبب قرار «حسم النقاط». كما يبدو أنه شعر بأن تاريخه في نادي الوحدة وخدمته لم تُحترم ولم تُقدر بل ذهبت «أدراج الرياح»، لذلك أراد أن يبرئ نفسه من الاتهامات التي أمطرته من جماهير النادي المكي في الأشهر الماضية، ويثبت للجميع أنه شجاع، وأن بإمكانه فضح الجميع على حد تفكيره وظنه. الكلام الخطير الذي ذكره تونسي لا أعتقد أنه سيمر «مرور الكرام» على كثيرين، خاصة من ذكرهم التونسي الذي أكد أن ثلاث أشخاص تآمروا على الوحدة لتهبيطه، هم الأمين العام السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي، ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وحكم مباراة الوحدة والتعاون العريني، وهم جميعاً من «المنطقة الشرقية»، وكان يهمهم بقاء النادي «الشرقاوي» القادسية على حساب النادي المكي على حد قوله، وهو «اتهام خطير جداً»، وغير لائق بالرياضة السعودية، وخص بالاتهام والسخرية اللاذعة عمر المهنا، الذي سبق وأن ذكر في تقريره أنه استند في قراره على «الخبرة والشعور». وقال تونسي في المقابلة «العجيبة»، إن «الطاسة ضائعة» في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفي اللجنة القانونية وفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأضاف أن الذي حقق معه في مسألة «تأخير المباراة» لا يفقه في القانون الرياضي أي شيء، وأن رئيس اللجنة القانونية ماجد قاروب هرب من مواجهته..! رئيس الوحدة السابق نصح في مقابلته للرئيس العام لرعاية الشباب نواف بن فيصل أن يقرأ كل ما يرده من «معاملات»، ويحولها بنفسه للجان الاختصاص، ويناقشهم في كل ما يرد له من مكاتبات إدارية، وعدم ترك الأمور للبطانة -التي أشار التونسي بشكل واضح- أنها أثرت في عمل الرئاسة وعلى قرارات الرئيس العام سلباً. وتمنى تونسي من الله أن يصلح بطانة الرئيس العام. بلا شك، سيظل هذا اللقاء الفضائي الذي ظهر فيه جمال تونسي حديث الوسط الرياضي لفترة، وعلى رغم قناعتي بأن نادي الوحدة ظُلم في قرار الهبوط إلى الدرجة الأولى، إلا أني أرفض الاتهامات التي وردت على لسان تونسي بطريقة لا تليق بالرياضة السعودية مهما انتقدنا أوضاعها والقائمين عليها. كم أتمنى أن يحافظ رئيس الوحدة السابق على ما تبقى من ذكرى جميلة له في أذهان محبيه. فهو رئيس عاشق للكيان المكي الأحمر، ولكنه أخطأ في حقه وحق جماهيره بسبب تصرفات من حوله وبطانته التي لم تكن صالحة، وبسبب تصريحاته الخاطئة في معظم الأحيان. وكم أتمنى أن يتحلى تونسي ب«الصمت الذهبي»، ويدعم الوحدة الذي يصارع ويعاني من دون أي تصريحات ولا مقابلات ولا اتهامات. فقد «هرمنا» ونحن نعيش صراعات الوحدة وتجليات وشطحات وتصريحات رؤسائها وأحزابهم ومريديهم، ونتوق أن يعيش الوحدة «ربيعاً» منتظر، لا تخاريف من يعيش «خريف» الزمن. [email protected]