وقع قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم كالصاعقة على محبي ناديي الوحدة والتعاون، فالقرار غير مسبوق ومفاجئ، ولم يكن له مثيل في تاريخ الكرة السعودية. والغريب أن القرار المبني على فرضية الاتفاق المسبق بين ناديي الوحدة والتعاون لم يكن قراراً مبنياً على حقائق وقرائن دامغة، كما أن القرار لم يكن مستنداً على اللوائح والأنظمة بشكل دقيق وواضح وكامل، إذ تنص اللوائح على معاقبة الفريقين المتلاعبين، وشطب نتائجهما تماماً من الدوري، وبالتالي هبوطهما سوياً في حال إثبات التلاعب بأدلة دامغة، ولا توجد أية لائحة تنص على حسم ثلاث نقاط فقط بناء على انطباعات وخبرات، والمتابع لشريط المباراة يلمس الجدية التامة في أداء الفريقين في المباراة، التي شهدت فرصاً ضائعة وكرات في العارضة. ومع تسليمنا الكامل بأن ما حدث في المباراة «القضية» كان أمراً غير مقبول على الإطلاق، فمواعيد المباريات يجب ألا يشوبها أي تلاعب، خصوصاً في الجولات الأخيرة من الدوري، وهذا عرف عالمي معمول به في كل دول العالم، ولكن في المقابل ما حدث من «قتل للعب»، واحتفاظ بالكرة في آخر الدقائق، على رغم عدم قبوله منطقياً، إلا أنه يعد أمراً مشروعاً ومباحاً في كرة القدم العالمية، على رغم مكروهيته وعدم قربة من النفس الرياضية المحبة لكرة القدم. وقد شاهدنا هذا الأمر يحدث في الدوري الإنكليزي أخيراً في مباراة البطل مانشستر يونايتد مع بلاكبيرن، اذ اكتفى الفريقان بالتعادل الذي يكفل لمانشستر التتويج ولبلاكبيرن البقاء في الدوري الممتاز، ولم نسمع عن أي عقوبات طاولت الفريقين في إنكلترا معقل كرة القدم. أتمنى من لجنة الاستئناف مراجعة هذا القرار الغريب وغير القانوني، ودرسه بشكل دقيق ومنصف، وأعلم أن أمام رئيس اللجنة الآن مهمة تاريخية، خصوصاً بعد أن صرح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بأن القرار في الغالب «نهائي»، وهو أمر يشكّل ضغطاً على عمل اللجنة التي تتصدى لأهم وأخطر قرار في تاريخ الدوري السعودي في العصر الحديث. وبعيداً عن هذا القرار تستحق إدارة نادي الوحدة لقب أسوأ إدارة في هذا الموسم، ومع محبتنا واحترامنا للسيد جمال تونسي، إلا أننا نعلم أن الكيانات الكبيرة لا تدار بالعواطف والمحبة، بل تدار بالعلم والتخطيط والتنظيم والرقابة والفكر والجهد والعمل. وقد ارتكبت إدارة التونسي هذا العام، على رغم بعض الانجازات التي لا تنكر مجزرة بحق محبي الكيان الأحمر، بدأت بتسع هزائم في دوري زين بالدور الثاني، واكتملت فصولها بقرار الهبوط إلى الدرجة الأولى، وقبلها قضية الرشوة، وقضية هروب اللاعب المهم عبدالخالق برناوي، وكذلك قضية اختيار رئيس لمجلس أعضاء الشرف من دون علم «رعاية الشباب» وغيرها، وكلها قضايا لم تكن مشرفة أبداً لأبناء مكة ولا لأبناء الكيان الوحداوي العريق. لذلك أقول للرئيس المحب لمكة ولناديها السيد جمال تونسي: «ارحل يا سيدي، ارحل حفاظاً على تاريخك، بغض النظر عن نتيجة التحقيق في قضية الهبوط إلى الدرجة الأولى، ارحل بغض النظر عن قضية رشوة حارس نجران، ارحل فنحن نعلم تماماً أنك ما جئت لرئاسة النادي عبر انتخابات «جدلية» سوى نكاية في بعض الأشخاص، وقد كسبت التحدي يا سيدي، ولكن خسر الكيان للأسف. خسرت الوحدة وخسر محبوها وخسر مشجعوها، وخسرت مكة وأهلها، خلاص كفاية يا أبا رامي، كفاية حرام أن يعيش الوحدة في ظل صراعاتك أنت وأعدائك، خلاص دع الكيان المكي يتنفس هواء نقياً بعيداً عن الصراعات والأحقاد التي لا تؤدي سوى للسقوط ومزيد من السقوط». [email protected]