أخيراً حسم الاقتصادي الشهير رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة و«شاهبندر» تجار المنطقة الغربية في السعودية صالح كامل، بعد جدل إعلامي واسع، أمر رئاسة مجلس شرف نادي الوحدة بعد إعلانه رسمياً قبول رئاسة مجلس النادي المكي بناء على رغبة أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل ورغبة صديقه الراحل وزير الإعلام السعودي الأسبق محمد عبده يماني الذي ترأس المجلس الشرفي حتى وفاته. ولا شك أن وجود شخصية بقامة ومكانة كامل على رأس المجلس الوحداوي على رغم مشاغله يعد مكسباً كبيراً للنادي المكي المتعطش للبطولات والنجاحات والعمل الجاد المنهجي الذي افتتقده نادي الوحدة منذ عقود. كما أن قبول رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة طلال مرزا بأن يكون نائباً لرئيس المجلس يعد أيضاً مكسباً إضافياً، لما يتمتع به هذا الرجل من مكانة اقتصادية واجتماعية في الأوساط المكية. وهذه هي المرة الأولى التي تقبل فيها شخصيات اقتصادية بمكانة كامل ومرزا رئاسة ونيابة المجلس الشرفي الوحداوي، الأمر الذي يعد مكسباً لنادي الوحدة العريق المهدد بالهبوط لدوري الدرجة الأولى والذي يحتاج لمعجزة للبقاء ضمن فرق دوري زين. ولا أحد بطبيعة الحال يعترض على وجود شخصية بحجم ومكانة وثراء وفكر صالح كامل في رئاسة المجلس الشرفي الوحداوي، ولكن تبقى الطريقة التي تم تنصيبه بها محل جدل في الأوساط الرياضية المكية، خصوصاً أنه تم تجاهل وإبعاد رئيس مجلس أعضاء الشرف السابق أجواد الفاسي بطريقة غير لائقة بتاريخ هذا الرجل الذي خدم الكيان الوحداوي لسنوات طويلة، وقد كرّس من وقته وجهده الكثير وكان نائباً لرئيس المجلس إبان فترة رئاسة اليماني، ثم تم تكليفه رسمياً من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهنا يبرز سؤال عن قانونية إبعاد الفاسي بهذه الطريقة وتنصيب كامل من دون علم الرئاسة العامة ومن دون أخذ اعتمادها كجهة معنية بكل شؤون الأندية الرياضية في المملكة. ومع تسليمنا بأن المسؤولين في الرئاسة سيفرحهم اختيار شخص بحجم كامل لمكانته المعروفة في الأوساط الاقتصادية والرياضية، وكذلك للقيمة المضافة التي من المتوقع أن يضعها في النادي المكي، إلا أن وجه الاعتراض يكمن في الطريقة غير الصحيحة وغير القانونية التي تم بها هذا الاختيار. فقد كان من المتوقع عقد اجتماع لأعضاء الشرف الوحداويين لانتخاب رئيس لمجلسهم، وقد نشرت إعلانات في الصحف تحث أعضاء شرف نادي الوحدة على سداد العضوية الشرفية في حساب بنكي يخص مجلس أعضاء الشرف وتؤكد على حضور يوم الانتخابات لاختيار رئيس منتخب، ثم فوجئ عدد من أعضاء الشرف بعقد اجتماع مع أمير المنطقة حضره أقل من ثلث أعضاء الشرف بعد أن تم استبعاد أعضاء من حضور اللقاء الذي خرج بقرار اختيار كامل ومرزا وإلغاء الانتخابات التي تمت المطالبة بها كطريقة معتمدة لاختيار رئيس النادي ورئيس المجلس الشرفي. لا ندري من هو الذي يحرك المشهد الوحداوي في الخفاء بهذه الطرق؟ انتخابات ثم إلغاء الانتخابات، استصدار تكليف ثم إلغاؤه، تجميع أموال في حساب بنكي يعلن رسمياً في الصحف تودع فيه مبالغ ثم يتم الطعن في الحساب وإعلان آخر، دعوة أعضاء الشرف لاتخاذ قرار ثم يلغى، استخدام وجاهة بعض أعضاء الشرف لصناعة قرار ثم استخدام نفوذ أمير المنطقة لاستصدار قرار آخر، اللجوء للرئاسة العامة لاستصدار قرار ثم اللجوء لإمارة المنطقة لاستصدار آخر... وهكذا. لا ندري ما الذي يجري في النادي المكي؟ والنتيجة أن فريق كرة القدم بالنادي يصارع على حافة الهاوية، التي نتمنى أن يهرب منها بمعجزة ولنا بعد ذلك أحاديث تطول عن مستقبل هذا النادي العريق الذي تدار أموره بطريقة عجيبة. [email protected]