عادت سارة جميل (24 عاماً) التي حرمت من ممارسة السباحة لأكثر من ثلاثة اعوام بسبب الظروف الامنية الصعبة التي شهدها العراق وإغلاق غالبية مسابح النساء خوفاً من المتشددين، لممارسة هوايتها هذا الصيف في احد النوادي القليلة التي فتحت ابوابها هذا الموسم أمام النساء وخصصت ثلاثة ايام لهن لممارسة السباحة فيما أبقت على الايام الاخرى للرجال. وكانت سارة وغيرها من الشابات والنساء العراقيات يضطررن للانتظار أسبوعاً كاملاً العام الماضي لممارسة هوايتهن في نوادي الفنادق الكبرى التي خصصت يوماً واحداً للسيدات في مسابحها. أما اليوم فبات في إمكانهن السباحة 3 ايام على الأقل بعدما تشجعت إدارات الفنادق على زيادة الايام المخصصة للجنس اللطيف. وتقول سارة انها افتقدت في السنوات الماضية المسبح الذي اعتادت زيارته في شكل دوري مع صديقاتها وعند عودتها اتصلت مجدداً بهن لتعلن الخبر ويعدن الى ممارسة هوايتهن المفضلة في شكل جماعي. وتضيف: «لا اصدق انني سأسترجع تلك الايام التي كنا نقضيها في النادي نمارس السباحة ونلهو في المياه ونقضي أوقاتاً ممتعة». وتشكو سارة من عدم الاهتمام بمسابح النساء وتؤكد ان غالبية المسابح لا تحظى بالاهتمام المطلوب من النوادي والفنادق لعدم وجود رقابة عليها وأن الفتيات يبحثن كثيراً قبل الحصول على اشتراك في مسبح نظيف وملائم. ولا تقتصر مشكلة مسابح النساء في العراق على افتقارها الى التنظيم والعناية، بل انها اصيبت في السنوات الاخيرة بالإهمال بعدما تم اغلاقها تحت ضغط المتشددين ورفع الكثير من النوادي العائلية لافتات كتب عليها: «نستقبل الرجال فقط». اما الشباب فهم الاوفر حظاً في ممارسة تلك الهواية الصيفية اذ تضم غالبية النوادي مسابح كبيرة تستقبلهم في شكل يومي للتخلص من حرارة الصيف وقضاء وقت ممتع مع الاصدقاء. ويقول مشتاق نصر (28 عاماً) ان الشباب باتوا اوفر حظاً في الحصول على مسابح ملائمة بعدما توافرت لديهم خيارات عدة في السنوات الماضية اولها الانتساب الى النوادي الاجتماعية في الفنادق التي بقيت تفتح مسابحها امام الشباب في أحلك الظروف. مشتاق يقول ان شقيقتيه لينا ونادرة انقطعتا عن نوادي السباحة منذ اكثر من ثلاث سنوات وانهما عجزتا عن ايجاد مكان مناسب خلال هذا الصيف بسبب محدودية النوادي النسائية واستقبالها مجموعات صغيرة من الفتيات، وكأنها عادت الى الظهور في شكل خجول. ويضيف: «كنا في ما مضى نرتاد احد اكبر المسابح العائلية في بغداد، اما الآن فغالبية النوادي اغلقت المسابح العائلية وفتحتها للرجال فقط، فيما يستقبل بعضها النساء يومين او ثلاثة في الاسبوع، لكنها تبقى لا تناسب متطلبات الصبايا من نظافة وترتيب». وترى حنان مجيد وهي احدى المهتمات برياضة السباحة ان العثور على مسبح ملائم يشبه العثور على كنز ضائع في هذا الوقت وتستذكر مسابح بغداد في الماضي. وتقول حنان: «كانت مسابح النساء توازي مسابح الرجال بالعدد وكان بعضها مغلقاً للمحجبات وبعضها الآخر مكشوفاً للنساء بشكل عام، إضافة إلى فئة ثالثة للعائلات. اما اليوم فلا مسابح من هذا النوع ولا حتى للعائلات... إذ اقتصرت كلها على الرجال». حنان التي كانت تشارك في بطولات محلية في رياضة السباحة تركت هوايتها منذ سنوات لكنها تشجع ابنتها على خوض غمار التجربة نفسها، وتقول: «اعتمد على المسابح الصغيرة التابعة للنوادي الاجتماعية لإرسال ابنتي الصغيرة لمى (7 اعوام) لتتدرب فيها».