دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة «التصرفات غير المسؤولة وأعمال العنف ضد البعثة ومراقبي الجامعة في سورية»، واعتبرت الإمارات العربية المتحدة أن سورية لا تساعد عمل المراقبين العرب، فيما أشادت روسيا بعمل البعثة واعتبرت «نشر المراقبين العرب في هذا البلد شكل عامل استقرار». جاء ذلك، بعد إعلان رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين عدنان الخضير أمس إن 11 فرداً من أعضاء البعثة أصيبوا عندما هاجم محتجون سيارتهم الأسبوع الحالي في مدينة اللاذقية. وأكد العربي في بيان أن «الحكومة السورية مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية أفراد البعثة طبقاً لأحكام البروتوكول»، وقال «إن عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر إخلالاً جوهرياً وجسيماً من جانب الحكومة بالتزاماتها». وأكد العربي «حرص الجامعة على مواصلة البعثة مهمتها الميدانية في مناخ آمن كي لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حال شعورها بالخطر على حياة أفرادها أو إعاقة مهمتها»، و»تحديد مسؤولية الطرف المتسبب في إفشال مهمتها»، و»رفض أية ضغوط أو استفزازات من أي طرف أو محاولة لإثناء البعثة عن القيام بواجبها أو إعاقة أعمالها»، داعياً «الحكومة والمعارضة إلى وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة». ولاحظ العربي أنه منذ صدور بيان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية الأحد الماضي بدأت حملة مغرضة ضد الجامعة وبعثة المراقبين في سورية تحاول إفشال مهمة البعثة ومعالجة الأزمة السورية في الإطار العربي. وأشار العربي في بيانه إلى أن هذه الحملة اشتدت نتيجة تسريبات غير دقيقة نسبت إلى رئيس البعثة خلال تقديم ملاحظاته الشفوية الأولية عن سير أعمال البعثة أمام اجتماع اللجنة الوزارية، وأشار إلى إضافة عبارات إلى بيان اللجنة الوزارية من جانب بعض أجهزة الإعلام لم تصدر عن اللجنة وذلك في محاولة لاستفزاز هذا الطرف أو ذاك لينقلب على الجامعة وبعثتها. وأكد العربي أن هذه الحملة انعكست على نشاط البعثة وأعضائها من خلال تعرض بعض أفرادها إلى أعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور، ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى، أدت إلى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها، والتهديد بتكرار هذه الاعتداءات في الأيام المقبلة. من جهة أخرى بعثت الأمانة العامة للجامعة إلى الدول الأعضاء التقرير الأول لغرفة العمليات الخاصة ببعثة مراقبي الجامعة. وذكر التقرير أن الغرفة تلقت حتى الآن 1000 رسالة تضمنت استغاثات ومناشدات من مواطنين سوريين يطلبون من البعثة زيارة مناطق تشهد أعمال عنف والبعض الآخر مطالبات متكررة بسحب فرق المراقبين وإحالة القضية إلى مجلس الأمن، في ما تضمنت بعض الرسائل مطالبات من بعض الجماعات بتمديد بقاء بعثة المراقبين وزيادة عدد أعضائها. كما تضمنت رسائل إحصاءات بأسماء القتلى والمعتقلين والمفقودين في سورية منذ بداية الأحداث وأن الغرفة أبلغت كل ذلك إلى رئيس البعثة للتحقق منها والتوسط لدى الحكومة السورية لإطلاق سراح المعتقلين والبحث عن مصير المفقودين. إلى ذلك، صرح وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بأنه لا يرى «التزاماً سورياً يسمح» للمراقبين العرب بأداء مهمتهم في هذا البلد. وقال في مؤتمر صحافي في أبو ظبي أمس إن «مهمة المراقبين تزداد صعوبة يومياً لأسباب مختلفة. لا نرى التزاماً من الجانب السوري في شكل يسمح للمراقبين بأداء مهمتهم. وللأسف هناك اعتداءات عليهم واضح أنها من غير المعارضة. هذه مؤشرات غير إيجابية». إلى ذلك، ذكرت مديرية التوجيه المعنوي التابعة لرئاسة أركان الجيش الكويتي أمس أن فريق بعثة المراقبين العرب في سورية «تعرض إلى اعتداء من قبل متظاهرين مجهولين أسفر عن إصابة اثنين من الضباط الكويتيين بإصابات طفيفة نقلا اثرها إلى المستشفى حيث تلقيا العلاج اللازم وهما حالياً يتمتعان بصحة جيدة واستأنفا مهماتهما». وأشادت وزارة الخارجية الروسية بعمل البعثة، واعتبرت في بيان «أن نشر المراقبين العرب في هذا البلد شكل عامل استقرار وساهم في الحصول على صورة واقعية وموضوعية لما يحصل في سورية». وذكرت «أننا مقتنعون بأن على الجامعة العربية أن تضطلع بدور أساسي في ترسيخ الجهود الدولية والإقليمية لتجاوز الأزمة الداخلية سلمياً في سورية ووقف أعمال العنف من دون تأخر».