كابول - رويترز - عاد العنف ليخيم على باكستان بعد مقتل 35 شخصاً وجرح اكثر من 60، في انفجار سيارة مفخخة في سوق جمرود القريب من مدينة بيشاور القبلية (شمال غرب)، والذي شكل الهجوم الأعنف منذ شهور في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان. وتبنت حركة «طالبان باكستان» الهجوم، «رداً على قتل الجيش قبل 9 ايام قائدها في مناطق بيشاور ونوشهرة ودرة أدم خيل الملا كمران، والذي يعتبر أحد أهم المطلوبين لدى الجيش. وتوقعت الحركة توقف عمليات الجيش في منطقة أوركزي وخيبر بعد مقتل الملا كمران. لكن استمرارها في منطقة وادي تيراه بمديرية خيبر ومناطق في أوركزي جعل «طالبان» تصدر تهديد باستئناف تنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات. وانضم كمران الى مجموعة طارق أفريدي التابعة لزعيم «طالبان باكستان» لحكيم الله محسود الذي يرفض أي حوار مع الحكومة والجيش، بخلاف الرجل الثاني في الحركة ولي الرحمن محسود والملا فقير محمد زعيم «طالبان» في منطقة باجور القبلية. وكانت الحكومة الباكستانية تحدثت عن تحاورها مع ولي الرحمن محسود واللا فقير محمد، وأعلنت الافراج عن بعض مقاتلي الملا فقير محمد، فيما رفضت اخضاع أنصار حكيم الله محسود للإجراء ذاته، ما حرض جماعة الأخير بحسب مسؤولين أمنيين في مدينة بيشاور، على تنفيذ عمليات انتقامية وتفجيرات انتحارية. وأشار خبراء أمنيون باكستانيون الى ان العملية في جمرود تثبت فشل مهمات الجيش وقوات الأمن في مواجهة «طالبان باكستان» وجماعات مسلحة اخرى، واحتفاظها بقدرتها على تنفيذ تفجيرات وعمليات انتحارية في أي مكان، ما يعني عودة شبح العنف والعمليات المسلحة في مدن داخلية مختلفة. الى ذلك، حذرت المحكمة العليا رئيس الحكومة رضا يوسف جيلاني من احتمال عزله مع افراد حكومته، في حال استمر في رفض تطبيق قراراتها الخاصة بإبطال قانون مشرف للمصالحة الوطنية الذي أسقطت بموجبه تهم الفساد وسوء استخدام السلطة عن الرئيس الحالي آصف علي زرداري وعدد من قادة الحكومة الحالية. ولا يتوقع ان تستجيب الحكومة لمطالب المحكمة العليا، مفضلة الظهور كضحية لقرارات المحكمة العليا. وهي تفضل البقاء في السلطة وإجراء انتخابات لمجلس الشيوخ في آذار (مارس) المقبل، ثم الدعوة إلى انتخابات اعضاء الجمعية الوطنية بدعاية انتخابية تتصدرها الاتهامات بتحالف المؤسسة القضائية والمؤسسة العسكرية مع عدد من أحزاب المعارضة لإسقاط الحكومة الحالية. مقتل انتحاريين في بكتيكا وفي افغانستان، أعلنت السلطات مقتل ثلاثة انتحاريين في اشتباك اندلع مع الشرطة اثر اقتحامهم مكتب الاتصالات الحكومي المجاور لمنزل حاكم ولاية بكتيكا (شرق) محب الله صميم، وقتلهم عنصري أمن. وأوضح صميم ان المسلحين حملوا عبوات ناسفة صغيرة مربوطة حول أجسامهم وقاذفات صواريخ، وأشار الى ان قوات الحلف الأطلسي (ناتو) قدمت دعماً جوياً. اما ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان» فقال إن «مقاتلي الحركة احتلوا مبنى الاتصالات، وقتلوا أميركيين داخله»، علماً ان الحركة تبالغ في حجم العمليات التي تنفذها والخسائر البشرية التي تسفر عنها. الى ذلك، شكك سياسيون افغان في نتائج المحادثات الأميركية مع «طالبان»، وقال قائد الجيش عبدالرشيد دستم، بعد لقائه مع ثلاثة قادة آخرين من تحالف الشمال، اعضاء من الكونغرس الأميركي في برلين ان «المحادثات قد تساعد طالبان على كسب الوقت، وتسمح بتحقيقها مكاسب بعد رحيل القوات الاجنبية نهاية 2014».