قتل عشرات من المدنيين في غارة نفذتها طائرتان حربيتان للجيش الباكستاني في منطقة وادي تيراه التي تربط بين بيشاور، كبرى مدن اقليم خيبر باختونخو وبين الحدود الأفغانية، وذلك بعد أيام قليلة على احراق مسلحين في المنطقة صهاريج نفط وقوافل إمدادات مرسلة الى قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. في الوقت ذاته، استهدفت ثلاثة تفجيرات موكباً للشيعة في مدينة لاهور، ما اسفر عن مقتل 18 شخصاً على الأقل وجرح اكثر من 120 آخرين، قبل ان يضرم حشد غاضب النار في مركز للشرطة وسيارات تابعة لها. ولم تعرف مساءً الجهة التي تقف وراء التفجيرات، ولكن يرجح ضلوع جماعة متشددة. واعترف مسؤولون أمنيون بسقوط نساء وأطفال في الغارة الجوية في وادي تيره، واشاروا الى ان مسلحي جماعة «عسكر اسلام» المتطرفة استخدموهم دروعاً بشرية، علماً ان قائد الجيش الجنرال اشفق كياني اعتذر في نيسان (ابريل) الماضي، في مبادرة نادرة، عن مقتل حوالى 60 مدنياً خلال عملية عسكرية في المنطقة ذاتها، وأمر بتجنب حوادث مماثلة. وأكد المسؤولون ان الموقع المستهدف ضم مركزاً للتدريب ومحطة اذاعة غير مرخصة، و8 آليات جُهزت لتنفيذ هجمات انتحارية في بيشاور، ولجأ اليه مقاتلون فروا العام الماضي من هجوم شنه الجيش الباكستاني في اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب). وفيما اعتبرت هذه الغارة الأولى للجيش منذ كارثة الفيضانات التي اغرقت مساحات شاسعة من البلاد، قال ل»الحياة» الدكتور شير ولي الخبير مدير مركز دراسات منطقة القبائل ان تنفيذ الغارة هدف الى تأكيد التزام باكستان مواصلة «الحرب على الإرهاب»، على رغم انغماس الجيش في إغاثة المنكوبين بالفيضانات، علماً ان حكومة إقليم خيبر بختونخوا كانت هددت بوقف الحرب على الجماعات المسلحة، في حال لم يقدم المجتمع الدولي مساعدات. وأضاف شير ولي: «تحتاج باكستان إلى دعم اميركي وغربي للحصول على قروض ومساعدات من اجل مواجهة كارثة الفيضانات، مع تفادي تنفيذ الأميركيين هذه العمليات لتجنب زيادة الغضب الشعبي على إسلام آباد، والذي اججه بطء مواكبتها جهود الاغاثة. على صعيد آخر، اضافت الولاياتالمتحدة حركة «طالبان باكستان» رسمياً الى لائحتها الخاصة بالمنظمات الارهابية الأجنبية التي تخضع لعقوبات اقتصادية وقيود خاصة بالسفر. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «تنطبق على الحركة المعايير التي تسمح بضمها الى اللائحة»، علماً ان عناصرها ينشطون في منطقة القبائل شمال غربي باكستان، ويرتبطون بتنظيم «القاعدة» وجماعات في البنجاب، ويشتبه في وقوف الحركة خلف معظم التفجيرات والهجمات الانتحارية في انحاء باكستان خلال السنوات الثلاث الاخيرة. كما تبنت الحركة المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير، في نيويورك مطلع ايار (مايو) الماضي.