رجح مسؤولون أميركيون مقتل حكيم الله محسود، الزعيم الجديد ل «طالبان باكستان» في اشتباك مسلح حصل في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) الأسبوع الماضي مع جماعة مناوئة على خلفية الصراع الدائر على خلافة الزعيم الراحل للحركة بيت الله محسود. لكن مصادر رسمية باكستانية رفضت تأكيد النبأ أو نفيه، خصوصاً أن وزير الداخلية رحمن مالك كان تحدث عن مقتل حكيم الله من دون أن يقدم دليلاً. وقالت مصادر قبلية باكستانية ل «الحياة» أن «هذه المزاعم قد تندرج في إطار الحرب النفسية»، في وقت يلتزم حكيم الله الصمت منذ توليه زعامة «طالبان»، وهو أمر لم يعتده خلال توليه الإشراف على معسكرات تدريب الانتحاريين في منطقة أوركزي القبلية، علماً أن مسؤولين أمنيين يعتبرونه أكثر تشدداً ودموية من بيت الله. وفيما كشفت مصادر أمنية باكستانية وأجنبية ان قادة «طالبان» الميدانيين ناقشوا في اجتماع عقدوه قبل أيام في بلدة مير علي بإقليم شمال وزيرستان، ضرورة تنفيذ عمليات انتقامية للثأر من مقتل بيت الله، أكد الناطق باسم الجيش اللواء أطهر عباس أن القوات المسلحة ماضية في ضغطها على المتشددين تمهيداً لمهاجمة معقلهم في جنوب وزيرستان. وقال: «لا يزال الهجوم مستمراً عبر غارات جوية والتضييق على المنطقة من خلال إغلاق كل المنافذ إليها، كما ننتظر ما سيسفر عنه الاقتتال الدائر بين الفصائل ال13 للحركة حول من سيخلف زعيمها بيت الله محسود» الذي قتل في غارة نفذتها طائرة استطلاع أميركية من دون طيار، وطاولت منزل والد زوجته الثانية في جنوب وزيرستان مطلع آب (أغسطس) الماضي. وكانت الحكومة أمرت الجيش في حزيران (يونيو) بشن هجوم على جنوب وزيرستان، حيث يوجد اكثر من عشرة آلاف مقاتل من «طالبان»، علماً أن القيادة العسكرية تنشر الآن 28 ألف جندي في محيط الإقليم. ميدانياً، قتل طفلان وامرأتان من عائلة واحدة وجُرح 5 آخرون بقصف على منزل بمنطقة ممر خيبر الحدودي مع أفغانستان. وسقط مسؤول في الشرطة وجرح 4 رجال أمن بهجوم شنه مسلحون على مركزهم في المنطقة ذاتها.