تختار اندونيسيا اليوم الاربعاء رئيساً جديداً في استحقاق يعتبر الاكثر اهمية منذ سقوط الدكتاتور سوهارتو قبل 16 عاماً، يدور بين المعارض جوكو ويدودو حاكم جاكرتا وخصم وحيد له هو جنرال سابق مثير للجدل. وأظهر تعداد مبكر سريع للأصوات أن جوكو ويدودو تصدّر الانتخابات الرئاسية بأكثر من 80% من الأصوات. وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية حصل ويدودو على حوالي 52% من الأصوات مقابل 48% لبرابويو سوبيانتو. وتعتبر النتائج غير الرسمية موثوقة إلى حد ما ومؤشرا جيدا على ما ستظهره النتائج الرسمية التي يتوقع صدورها خلال أسبوعين. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها باكراً في الصباح في هذا الارخبيل الشاسع الذي يضم 17 الف جزيرة وجزيرة صغيرة، ودعي قرابة 190 مليون ناخب للاختيار ما بين مرشحين مختلفين تماماً من حيث الشخصية والرؤية لمستقبل ثالث ديموقراطية في العالم عدديا واول قوة اقتصادية في جنوب شرق اسيا. يعتبر ويدودو المعروف بلقب "جوكوي" بنظر انصاره المرشح الذي سيواصل الاصلاحات الديموقراطية لمرحلة ما بعد سوهارتو (1967-1998). وبائع الاثاث السابق هو اول مرشح للرئاسة غير مرتبط بالنظام السابق المتسلط. عرف جوكوي (53 عاما) المتحدر من وسط متواضع، صعوداً ملفتاً في عالم السياسة بعد ان حول مدينة سولو التي ترأس بلديتها خلال سبع سنوات، ما دفعه الى منصب حاكم العاصمة جاكرتا عام 2012. اثار الأمل في قيام طبقة جديدة من القادة السياسيين في اندونيسيا التي لا تزال تحكمها نخبة منبثقة عن عهد سوهارتو. وسوبيانتو خصم "جوكوي" كان صهر سوهارتو وقد اقر بأنه امر بخطف ناشطين من اجل الديموقراطية في نهاية عهد الديكتاتور السابق. ترشح بصفته الزعيم ذو القبضة الحديد الذي تحتاج اليه اندونيسيا فاجتذب قسما من الناخبين الذين يرون فيه شخصية قوية. وسيخلف الفائز في الانتخابات الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثلاثة من خمس سنوات على التوالي. والمرشحان هما الوحيدان اللذان حصلا على دعم ائتلاف من الاحزاب تمثل ما لا يقل عن 20% من مقاعد مجلس النواب ال560. وبرامج المرشحين الرئاسيين تبدو متشابهة كثيراً. فهما يشددان على مكافحة ظاهرة الفساد المزمن وعلى مساعدة الاكثر حرمانا في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في النهار.