أدلى الاندونيسيون امس باصواتهم في انتخابات تشريعية حاسمة يرتقب ان تقوي المعارضة وتطلق ترشيح حاكم جاكرتا للانتخابات الرئاسية في يوليو في اكبر دولة مسلمة في العالم. وفي بلد مترامي الاطراف مقسم الى ثلاث مناطق زمنية ويقطنه 250 مليون نسمة انطلقت عملية الاقتراع في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي من اقليم بابوازيا الواقع في اقصى شرق الارخبيل، وذلك تحت امطار غزيرة. ولكن بسبب سوء الاحوال الجوية وعوائق لوجستية عدة، تأخرت عملية الاقتراع في اكثر من 30 مقاطعة في الاقليم، ووصل التأخير في بعض هذه المقاطعات الى ثلاثة ايام. لكن الاقتراع بدأ لاحقًا في جزر وسط البلاد وأكبرها جاوا ثم في الغرب. وقالت ناخبة تدعى تيريزيا نوفي عند مدخل مكتب اقتراع قرب جاكرتا: «لقد جئت الى هنا هذا الصباح على امل ان تحمل حكومة جديدة الازدهار والضمانة بتوزيع عادل للثروات على الاندونيسيين». واضافت «إنه عرس ديموقراطي ولا اريد ان افوته». وقالت بيتي واناني مسؤولة الانتخابات في اقليم بابوازيا لوكالة فرانس برس: إن «الانتخابات بدأت في المدن الرئيسية مثل جايابورا، ولكن الطائرات لم تتمكن حتى الليلة قبل الماضية من الوصول الى بعض المقاطعات في الجبال». وأضافت إن الميزانية المخصصة للجنة الانتخابات لم تكف لإرسال صناديق الاقتراع إلى كل المناطق. وبحسب وسائل اعلام محلية فقد سعى مرشحون الى شراء اصوات الناخبين عبر تقديم مساعدات غذائية لهم مثل الزيت والسكر وخلافه، وهي ممارسة يحظرها القانون ولكنها شائعة على الارض. وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة لا سيما وأنها تجري قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي يمكن ان تكرس الصعود السياسي لحاكم جاكرتا وتنهي حقبة حكم سوهارتو. وفي اندونيسيا أكبر بلد اسلامي في العالم، وحدها الاحزاب التي تنال اكثر من 20% من مقاعد البرلمان ال560 أو 25% من الاصوات يمكنها تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن يحقق الحزب الديموقراطي الأندونيسي للنضال ابرز تنظيم معارض، تقدمًا كبيرًا فيما يتصدر مرشحه حاكم العاصمة جاكرتا جوكو ويدودو نتائج استطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 9 يوليو. وفي المقابل فان الحزب الديموقراطي برئاسة الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو الغارق في قضايا فساد، يرتقب ان يواجه هزيمة في هذه الانتخابات التشريعية، الرابعة منذ العام 1998 الذي شهد نهاية ديكتاتورية سوهارتو. ونادرًا ما تبلغ الاحزاب عتبة ال20% من الاصوات وتضطر لتشكيل تحالفات للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن من المتوقع ان يحقق الحزب الديموقراطي الاندونيسي للنضال نتائج قوية بفضل مرشحه الذي تتقاطع بساطته وزياراته الى احياء الصفيح مع ثقافة العسكريين ورجال الاعمال الذين يحظون بسلطة في حكم سوهارتو. ومنذ انتخابه في منصبه كحاكم للعاصمة جاكرتا عام 2012، فرض «جوكوي» كما يسميه انصاره، نفسه نصيرًا للفقراء والعمال المتواضعين في مواجهة النخب الفاسدة. ودعي حوالى 186 مليون ناخب للاختيار من بين 230 الف مرشح لمقاعد نيابية ومحلية واقليمية في الجزر ال17 ألفًا في الأرخبيل.