أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الولاياتالمتحدة، وعدداً من الدول الأخرى، تجري محادثات أولية مع حركة «طالبان» الأفغانية. وقال غيتس: «أعتقد بأن عدداً من الدول، بينها الولاياتالمتحدة، أجرت اتصالات (مع طالبان)... وأستطيع أن أقول إن هذه الاتصالات هي أولية للغاية في هذه المرحلة». وشدد على أهمية تحديد «من الذي يمثل طالبان» قبل القفز إلى محادثات مع الأطراف التي تزعم أنها تمثل زعيم الحركة الملا محمد عمر. واضاف: «لا نريد أن ينتهي بنا الأمر الى اجراء محادثات مع شخص يعمل لحسابه الخاص». ويأتي تصريح غيتس غداة اعلان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في كابول عن وجود محادثات مباشرة بين واشنطن و»طالبان». وكانت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والحكومة الأفغانية أجرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، محادثات مع تاجر أفغاني يعمل في مدينة كويتا الباكستانية، تم تقديمه من قبل ضابط استخبارات بريطاني سابق يعمل في إسلام آباد على أنه من المقربين من الملا عمر. لكن تبين بعد خروج التاجر الأفغاني من كابول وحصوله على مبلغ مالي من قوات التحالف والحكومة الأفغانية، عدم وجود أي صلة له بالملا عمر وقيادة «طالبان». كما أصدرت «طالبان» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بياناً موقعاً من الملا عمر يطالب بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان. وتضمن البيان في حينه دعوة إلى إجراء مفاوضات حول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بين كل من الإدارة الأميركية وممثلين عن قيادة «طالبان» يسميهم الملا عمر شخصياً. وشدد الملا عمر في بيانه على رفض الحركة أي حوار تجريه حكومة كارزاي أو القوات الأجنبية في أفغانستان مع أي شخصية لم يتم اعتمادها من قبل الحركة. وخص البيان بالذكر قيادات سابقة في «طالبان» تعيش في كابول مثل الملا عبد السلام ضعيف سفير الحركة السابق لدى باكستان والملا وكيل أحمد متوكل وزير خارجية «طالبان» سابقاً، واللذين وصفهما البيان بأن «لا علاقة لهما بالحركة ولا ينوبان عنها في أي أمر، ويعتبران أسيرين لدى القوات الأميركية في أفغانستان». وأبلغ «الحياة» المهندس أحمد شاه زي أول رئيس حكومة للمجاهدين الأفغان والمقيم في كابول ان «طالبان» ترحب بمثل هذه المحادثات المباشرة لكن واشنطن كانت مترددة حيالها. وأشار إلى أن الحركة بعثت برسائل إلى عدد من الدول العربية والإسلامية لحضها على لعب دور في حوار مع الولاياتالمتحدة، لكن الرد الأميركي على مثل هذه الرسائل لم يرق إلى الموافقة على حوار مباشر. وتدرس واشنطن حالياً خفض عدد قواتها في أفغانستان، وما إذا كان خفض هذه القوات سيعزز مواقع «طالبان»، قبل الدخول رسمياً في حوار مع الحركة، لكن إدارة الرئيس باراك أوباما واقعة تحت ضغوط داخلية أميركية لسحب جزء كبير من قواتها من أفغانستان وخفض النفقات العسكرية والمساعدات المقدمة لحكومة كارزاي، على اعتبار أن الهدف من إرسال هذه القوات كان محاربة «القاعدة» وليس إقامة نظام مدعوم من الغرب. وتفيد استطلاعات الرأي ان الأميركيين يعتقدون ان هذه المهمة انجزت بقتل أسامة بن لادن. في لندن، أعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر بيرت أن حكومة بلاده تدعم جهود الحكومة الأفغانية لإعادة دمج اعضاء «طالبان» بعد تخليهم عن العنف. وقال بيرت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أيدنا منذ فترة طويلة الجهود الأفغانية في شأن المصالحة وإعادة دمج اعضاء التمرد بموجب شروط حكومة كابول المطالبة بنبذ العنف وقطع الروابط مع الجماعات الإرهابية وقبول الدستور» الأفغاني الجديد.