باريس، ا ف ب، يبحث متحف اللوفر عن رعاة فنون ليتبرعوا بعشرة ملايين يورو استكمالا لتمويل الجناح الجديد لقسم الفنون الاسلامية "الذي سيصبح جاهزا بحلول الصيف" على ما قال مدير اللوفر هنري لواريت. واوضح لواريت خلال زيارة للمكان المخصص لهذا القسم "نبحث عن نصراء الفنون هؤلاء بثقة فانا لست قلقا". وتقدر الكلفة الاجمالية للمشروع من بناء وترميم الواجهات وورشة المجموعات والاجراءات المتحفية ب98,5 مليون يورو. وقدمت الدولة الفرنسية مبلغ 31 مليون يورو فيما ساهم متحف اللوفر بمبلغ 1,5 مليون يورو من موارده الخاصة. وتشارك عدة دول بمبلغ اجمالي قدره 26 مليون يورو وقد قدم العاهل المغربي الملك محمد السادس مساهمة كبيرة لم يكشف عن حجمها. ويمول المشروع ايضا امير الكويت وسلطان عمان وجمهورية اذربيجان. وبلغت مساعدة المانحين الافراد والشركات في الوقت الراهن 30 مليون يورو. اما المساهم الرئيسي فهي مؤسسة الامير وليد بن طلال الذي تقدم بصفة شخصية بمبلغ 17 مليون يورو. وقد دعمت المشروع عدة مجموعات فرنسية منها مؤسسة توتال (ستة ملايين يورو) ولافارج (4,5 ملايين يورو) وبويغ كونستروكسيون (مليون يورو). ويأمل المتحف ايضا جمع نصف مليون يورو من تبرعات فردية للمساعدة على ترميم قطعتين هندسيتيين مصريتين ستعرضان في هذا القسم. واوضح لواريت ان "جمع التبرعات الذي انطلق في الاول من كانون الاول/ديسمبر يتقدم بشكل جيد. ففي غضون شهر جمعنا نصف المبلغ". الى ذلك فإنه بعد الهرم الذي صممه الصيني "بيي"، كلل متحف اللوفر قسم الفنون الاسلامية الجديدة بوشاح اسمر مذهب يتموج فوق باحة "فيسكونتي" قرب نهر السين في تحد هندسي لم يكن سهلاً على مصمميه "ماريو بيليني" و"رودي ريتشيوتي". وقد شارفت ورشة اشغال قسم الفنون الاسلامية على نهايتها مع توقع انجاز كل الاعمال في ايار/مايو، الا ان الرزنامة السياسية مع الانتخابات الرئاسية الفرنسية قد تدفع بموعد تدشين القسم الى بعد نهاية الصيف على الارجح. مشروع فتح قسم في اللوفر مكرس فقط للفنون الاسلامية اطلقه الرئيس السابق جاك شيراك في تشرين الاول/اكتوبر 2002 رغبة منه في تعزيز "الطابع الاممي" للمتحف الذي يستقبل اكبر عدد من الزوار في العالم. وقد وضع الرئيس نيكولا ساركوزي الحجر الاساس للمشروع في تموز/يوليو 2008. وتتضمن مجموعة الفن الاسلامي في اللوفر 15 الف قطعة وهي ظلت محفوظة على مدى عقود قبل ان تعرض جزئياً في طوابق سفلية وفي مساحات ضيقة. ومنذ العام 2008 اغلق القسم كليا وتم وضع جردة دقيقة بالاعمال. وقد زادت المجموعة ب3400 قطعة حولها متحف فنون الزخرفة المجاور، وهي ستعرض على طابقين يمتدان على مساحة 4600 متر مربع. واوضح ماريو بيليني خلال زيارة للورشة "اردنا بناء وشاح خفيف كما لو ان الهواء يسنده، وشاح انيق وشاعري يرشح الضوء ويسمح في الوقت ذاته برؤية الواجهات التاريخية لباحة فيسكونتي". وفي حين ينهمك العمال لانجاز الزجاجية الكبيرة المحاطة بشباكة ثلاثية الابعاد مصنوعة من المعدن المذهب والفضي، يقر المهندس المعماري الايطالي بان "انجاز الوشاح كان صعبا للغاية، هذا الغشاء مؤلف من حوالى 2350 مثلثا يمكن فتحه لاغراض الصيانة". ويقول بيليني "لقد حللنا عشرات لا بل مئات العينات من المواد الممكن استخدامها لانجاز الوشاح. اما الزجاجية غير الملاصقة للواجهات العائدة للقرنين السابع عشر والتاسع عشر فستستند الى ثمانية اعمدة دعم نحيفة جداً". قبل ذلك تم حفر باحة فيسكونتي بعمق 12 مترا وازالة الاف الامتار المكعبة من التراب من خلال رواق ضيق. وحفر الفريق تحت الجناح الذي يضم القاعات التي تعرض فيها لوحة "تنصيب نابوليون" لدافيد بواسطة تقنيات متطورة للغاية. وقد تم تخفيض الاساسات وصب الاعمدة في الارض من خلال حقن الاسمنت بضغط كبير. ويشدد المهندس المعماري الفرنسي رودي ريتشيوتي على الصعوبة التقنية "للجزء غير المرئي من العمل". ويقول ان الرعب انتابه مرات عدة موضحاً "لقد راودني كابوس وحلمت ان واجهة من جانب نهر السين تنهار". ومنذ توليه منصب رئيس ومدير متحف اللوفر في العام 2001 وهنري لواريت يرغب باخراج فنون الاسلام من "التهميش" من خلال تخصيص قسم فعلي لها. وهو يوضح "الهدف هو ان نظهر الوجه المشرق لهذه الحضارة التي ضمت في ثناياها تنوعا بشريا غنيا".