قال رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية الفريق أول محمد أحمد الدابي إن مهمة المراقبين العرب «لا تزال في بدايتها... وإنهم يتلقون تعاوناً كافياً» من السلطات السورية. وأوضح الدابي في حوار مع صحيفة «أوبزرفر» البريطانية: «إنها المرة الأولى التي تضطلع فيها الجامعة بمثل هذه المهمة، وهي مهمة بدأت للتو»، موضحاً انه لم يستطع بعد تكوين رأي محدد حول الأوضاع الميدانية في سورية. وقال الدابي إنه جاهز لفترة مراقبة طويلة مع فريق المراقبين التابع للجامعة العربية. ومن المعروف أن مهمة المراقبين في أسبوعها الثاني حالياً، وينص البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والسلطات السورية على استمرار البعثة لمدة شهر على الأقل. ويرى الدابي أن «مهمات كتلك التي تضطلع بها البعثة قد تستغرق وقتاً طويلاً...فبعثة الاتحاد الأفريقي في السودان مثلا بدأت في 2004 ولم تنته حتى الآن، غير أنني لا أستطيع أن أتنبأ بما ستستغرقه مهمة (الجامعة العربية في سورية) من وقت». وأعرب الدابي عن ضيقه من الهجوم عليه في أجهزة الإعلام ومن الاتهامات لبعثة المراقبين من أنها غير فعالة وتوفر غطاء لأعمال القمع في سورية، قائلاً: «ليس هناك من يسعد بمثل هذه التغطية الإعلامية». وشددت جماعات المعارضة السورية على ضرورة أن يعمل المراقبون على تحسين أدائهم أو الانسحاب وإحالة القضية إلى الأممالمتحدة، وهو التدويل الذي ترفضه السلطات السورية وقوى إقليمية أخرى. وكان الدابي البالغ من العمر 63 سنة مثار جدل منذ بدء البعثة عملها، ذلك أنه ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية السوداني في دارفور، كما أنه مقرب من الرئيس عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب. وشكا نشطاء من أن المراقبين ليسوا محترفين وأنهم يتعرضون للتضليل. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «العساكر يرتدون زي الشرطة، ويتنقلون في سيارات عسكرية أعيد طلاؤها، وتغيرت أسماء الأماكن، لكن ذلك لا يعني أن الجيش انسحب من المدن والشوارع أو أن النظام يعكف على تطبيق بنود البروتوكول العربي».