تنفس مثقفو المنطقة الشرقية الصعداء بقرار وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، بإعادة انتخابات نادي الشرقية الأدبي، وحل المجلس القديم وتكليف لجنة رباعية لتسيير شؤون النادي مكونة من: خليل الفزيع، حسين الجفال، محمد الدميني، وطلال الطويرقي مع مواصلة التحقيق في التجاوزات المالية والإدارية، وتجاوزات الانتخابات إبان تشكيل الجمعية العمومية. وقال الدكتور مبارك الخالدي ل «الحياة»: «كأن المشهد الثقافي في المنطقة الشرقية كان في حلم، فما حدث لأدبي الشرقية وفيه لم يتوقعه أحد، ولم يخطر في بال بشر»، معتبراً ما حدث «عاصفة هوجاء قوية اجتاحته مهددة بنثر وبعثرة كل ما تلتف حوله جدرانه من أوراق وأسرار إلى الشارع، فجاءت السلاسل والأقفال لتوصد بابه وتمنع تطايرها فوق رؤوس الناس وتحت عجلات السيارات، إلى حين مجيء لجنة الإنقاذ الرباعية». وأشار الخالدي إلى أن وزارة الثقافة والإعلام باختيارها اللجنة المشكلة من أربعة مثقفين، «تصلح ما أفسده سوء اختيار تشكيلة المجلس السابق»، مشدداً على أنه لا يعني أن أعضاء المجلس السابق سيئون، «ولكن التشكيلة لم تتوافر فيها مقومات الانسجام والعمل الجماعي المتسم بالتفاهم وسيادة الروح الديموقراطية المضادة والمعطلة لأية مشروع تسلطي واستبدادي... ما أوصلنا إلى ما بات يشار إليه باختطاف النادي». ووضع ثقته باللجنة «فكل واحد من أعضائها يأتي إلى النادي بتجربة باعثة للاطمئنان لثرائها وتنوعها وعمقها وتفردها، وبشخصيات قيادية وعملية غير مشوهة بالنرجسية والضحالة الفكرية والثقافية». وذكر أنه لن تكون هناك مطالب للجنة، «على رغم ثقتي بأنهم قادرون على تقديم الكثير الرائع والمميز»، معتبراً الأشهر الستة التي سيتولون فيها النادي ستكون خطاً فاصلاً بين مرحلتين مختلفتين في تاريخ النادي، «فترة قصيرة تراجع خلالها النادي إلى الوراء، وفترة مستقبلية لا متناهية تحمل في طياتها الكثير من بشارات العطاء والعمل الثقافي الخلاق». وطالب الشاعر زكي الصدير بضرورة منح هذه اللجنة صلاحيات، «يمكن أن يعملوا تحت مظلتها بشكل حر لجبر الصدع الذي حصل، وليعيدوا للنادي ما سرق منه من حضور وسمعة واستراتيجية»، لافتاً إلى ضرورة إعادة تشكيل الجمعية العمومية «على أساس اشتراطات تنظيمية يترجم أدبياتها المكلّفون الأربعة وفق رؤية تتكئ على اللائحة التنظيمية للانتخابات»، مشيراً إلى أهمية هذه الاشتراطات «لتكون صمام أمان حقيقياً يغلق الباب على الوجهة البحرية التي أدخلت الأكاديميين والمحافظين المنعزلين تماماً عن الفعل الأدبي بمعناه العام والإنتاج الثقافي بمعناه الخاص». ووجّه الصدير خطابه للمثقفين «الذين تباكوا على النادي وهو في قبضة الإدارة المقالة، أن يكونوا حاضرين في المشهد الجديد وصانعين له ولتاريخه، بدل الجلوس على التل والاستمتاع بالفرجة عليه والتضاحك على نتائجه أو التصفيق له». الكاتبة تركية العمري، التي ترأست اللجنة النسائية في فترة الرئيس السابق، قالت: «يملأني أمل بأن النادي سيتوهج مرة أخرى بحضور وعطاءات مثقفي ومثقفات المنطقة المبدعين، حيث لا يتم إقصاء المرأة، والاهتمام بالأقلام الشابة، والتفاعل مع الحراك الثقافي». ووجهت العمري كلمة إلى وزير الثقافة: «شكراً وزير الثقافة، بقرارك الصائب سيعود مثقفو ومثقفات الشرقية للتغريد في أروقة ناديهم، التي اشتاقت لهم واشتاقوا لها». وعدّ الشاعر حسين آل دهيم قرار حل مجلس الإدارة أبرز حدث على مستوى المشهد الثقافي في عام 2011، «فما حدث إبان التحضير للانتخابات وخلال الانتخابات، وما تمخض عنها من حل للمجلس المنتخب بقرار صارم وتصحيحي من الوزير، أعاد الأمل لمثقفي المنطقة، ومنحهم الاستحقاق لقيادة دفة النادي». وقال إن هذا القرار «سيكون له الأثر البالغ في حضور النادي في المشهد، وكذلك سيشجع أبناء المنطقة للتلاحم مع النادي وإظهار وجه المنطقة الثقافي الحقيقي». وفي سياق متصل عبّر مواطنون، يقطنون الحي الذي يوجد فيه مقر النادي، عن تذمرهم، جراء مشاهدة بوابة النادي مكبلة بالأغلال. فحين كانت «الحياة» تتأكد من صحة الإجراءات التي نفذت بحق النادي، استوقفها المواطن أبوأحمد، الذي يقطن بجوار النادي، وقال: «لست ملماً بتفاصيل ما جرى، ولكن ما حدث أفقدني الثقة بهذا النادي، بعدما كنا نفاخر به أيام الشيخ عبدالرحمن العبيد - رحمه الله، والأديب جبير المليحان ونحث أبناءنا على زيارته»، مضيفاً: «يفترض في أهل الثقافة الرقي والنقاء، وليس إثارة الشبهات حول قضايا مالية، كما قرأنا في القرار الوزاري». مبارك الدوسري أيضاً من قاطني الحي، ذكر أنه تفاجأ بالسلاسل وهي تقيّد باب النادي «فمن تسبب في هذه الفعلة يجب ألا تمر فعلته مرور الكرام، فهذه سمعة منطقة وليست سمعة أشخاص يذهبون ويأتي غيرهم». واستشهد بالاتصالات التي وردته من خارج المنطقة «تلمز ثقافة ومثقفي الشرقية بسبب هذا الفعل غير المسؤول». وطالب الدوسري «بكف يد المتسبب ليكون عبرة لغيره، ولتظل سمعة منطقتنا بلا تشويه». إلى ذلك تفاجأ متابعون لصفحة النادي على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بحذف عدد من الأعضاء من قائمتها، إضافة إلى نشر أخبار وبيانات شخصية لا تعبّر عن هدف الصفحة الاعتبارية المفترضة. وتبرأ المشرف على الصفحة «من مسؤولية ما ينشر في هذه الوقت»، عبر رسالة أرسلها لأعضاء اللجنة الرباعية، بحكم أنه لم يعد المتحكم فيها الآن. إيقاف برنامج «المشهد الثقافي»