سطع نجم المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش منذ ظهوره وهو في ربيعه ال19 مع أياكس الهولندي، إذ قدم مستويات باهرة سحرت المدربين في العالم، قبل أن يحظى بفرصة العمر بانتقاله لفريق يوفنتوس الإيطالي، ليثبت جدارته ويحقق نجاحاً كبيراً بتحقيقه لقب الدوري الإيطالي معه، إلا أن نزول فريقه إلى مصاف دوري الدرجة الثانية بعد قضية «كالتشيو بولي» أجبره على الانتقال وهذه المرة إلى فريق إنترميلان، ليؤكد أنه مختلف عن الآخرين، فإجادته لتصويب الكرات الثابتة، وقوته البدنية الخارقة، وكراته الرأسية القوية، ومهارته العالية، جعلته مميزاً عن أي مهاجم في العالم، إضافة إلى هدوئه وثقته العالية بنفسه، ليحقق لقب هداف الدوري لموسمين ولقب الدوري والكأس الإيطالية مع «الإنتر»، إلا أن رغبته الجامحة في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا دفعته إلى الانتقال إلى برشلونة، إذ لم يتردد السويدي في الموافقة على عرض الفريق الاسباني المسيطر على العالم، إلا أن سوء الطالع لدى الهداف الشامخ لازمه في موسم رحيله إلى كاتالونيا، فلم تكن علاقته وطيدة مع مدربه جوسيب غوارديولا وبقي حبيساً لدكة البدلاء في أوقات كثيرة، وفي الوقت ذاته حقق فريقه السابق لقب دوري أبطال أوروبا. ولم يحتمل ابراهيموفيتش البقاء لموسم جديد مع برشلونة بعد أن فقد بريقه في ذلك الموسم الذي سبقه، وفضل الانتقال إلى فريق اي سي ميلان الإيطالي في قرار اعتبره الكثيرون جريئاً، خصوصاً أن الأخير هو الخصم اللدود لإنترميلان الذي برز السويدي معه كثيراً كما أنه زار شباك الفريق الأحمر في مناسبات عدة. وعاد «ايبرا» بعد ذلك للرد على كل من شكك في قدراته، وأنه شبه انتهى في عالم كرة القدم بعد تجربته المتواضعة مع برشلونة، إذ حقق لقب الدوري الإيطالي مع اي سي ميلان ليكون أحد النجوم الأفذاذ الذين حققوا لقب «السيريا أ» مع ثلاثة أندية مختلفة، كما أنه قاد ميلان حتى الآن لصدارة الدوري الإيطالي مجدداً وبلوغ دور ال16 من دوري أبطال أوروبا. كتاب إبراهيموفيتش أثار كتاب زلاتان إبراهيموفيتش الذي تحدث خلاله عن سيرته الذاتية الكثير من الجدل في الصحافة الأوروبية، خصوصاً الإيطالية والإسبانية، لما كشفه من أسرار مهمة في كواليس علاقة اللاعب مع الأندية التي لعب لها بجانب المدربين الذين عمل تحت قيادتهم، وتحديداً الاسباني غوراديولا، إذ كشف السويدي أنه فكر في الاعتزال نظير المعاملة الجافة من مدرب برشلونة، وقال إبراهيموفيتش في كتابه عن الفترة التي قضاها باسبانيا: «كان حلم طفولتي أن ألعب ببرشلونة وكنت ألامس النجوم من فرط سعادتي، وهناك بالكامب نو بدأت بشكل جيد ولكن بعدها بدأ ميسي بالتذمر». وتابع إبراهيموفيتش في كلامه الذي قد يغضب الكثيرين وليس غوارديولا فحسب «ميسي كان يريد أن يلعب بمنتصف الخط الهجومي وليس بمركز الجناح ولهذا تغير الشكل الهجومي من 4-3-3 إلى 4-5-1، قدمت تضحية كبيرة عند الانتقال لهذه الخطة لأنني أصبحت مقيداً بالبقاء داخل منطقة جزاء الخصم ولم أعد أحصل على الحرية التي أرغب فيها بأرض الملعب، لهذا طلبت أن أعقد جلسة مع غوارديولا لمجرد مناقشة الأمر وليس الاعتراض، قلت له أنا لست هذا اللاعب وأنت تستخدمني بشكل خاطئ، إن كنت تريد لاعب مناطق جزاء فلماذا قمت بشرائي وأنت تعلم أنني لست من هذا النوع، قلت له ان هناك صديقاً قال لي ان غوارديولا اشترى سيارة فيراري، ويريد أن يقودها كسيارة فيات «يقصد أنه اشترى لاعباً متعدد الإمكانات والمواهب ووضعه في مكان لا يحتاج إلا لموهبة التهديف فقط». وأضاف البوسني الأصل: «بعد أن استمع غوارديولا لكلماتي بدا لوهلة وكأنه قد اقتنع بما أرمي إليه ولكن فجأة وعقب هذا الحديث جمدني على دكة البدلاء، وليس هذا فقط بل كان يعاملني بشكل سيئ، عندما أذهب لأي مكان بالنادي كان يشرع بمغادرته، الأدهى أنه كان يصافح جميع اللاعبين والطاقم وعندما يصل إليّ كان يتجاهلني تماماً». ومضى إبراهيموفيتش في التحدث عن معاناته فقال: «فعلت الكثير لأصلح كل شيء بيني وبينه ولكن لا فائدة، فريق برشلونة أشبه بمدرسة لصغار السن، بحيث إن فعل المدرب شيئاً يتبعه اللاعبون بالكامل وبطاعة عمياء، شعرت بأنني بجحيم حقيقي وكنت دائماً أسال لماذا كل هذا، أنا أحب الأشخاص الذين يكسرون الحواجز ولا يطيعون القواعد من دون التفكير فيها وأن يفكروا في كل شيء وألا يشغلوا بالهم باتباع القواعد المتحذلقة، ولكنني أظهرت أنني على ما يرام وسط هذا الجو الغريب، لكي أبين فكرتي أكثر على سبيل المثال هناك شيء تم تحذير الجميع من فعله هناك، وهو ألا يذهب اللاعبون بسياراتهم الرياضية للنادي، هذا الشيء كان بمنتهى السخف واللا منطقية بالنسبة لي لهذا كنت أذهب بسيارتي الرياضية بشكل طبيعي لأن هذا ليس من شأن أي شخص السيارة التي أقودها، بعدها وفي شهر نيسان (أبريل) تحديداً عاقبوني لأجل هذا الشيء ووقتها شعرت بأن هناك محاولات لإخراجي من كاتالونيا». وتحدث أكثر عما جاء في كتابه فقال: «غوراديولا بعدها كان ينظر لي من دون أن ينبس ببنت شفة، يحدق في طويلاً من دون أي حوار بيني وبينه فقط كان يحك برأسه الصلعاء، كان يشعرني بأنه عدوي وأنه يضمر لي شيئاً، كان يدفعني لأن أصرخ في وجهه وأقول له: أنت لا تملك أي فكرة، ولأكون صريحاً فأحياناً كنت أقول له أشياء أكثر من هذا، قلت له انه سيكون مجنوناً إن قارن نفسه بمورينيو، قلت له أيضاً أن يذهب للجحيم ولا أنكر أنني جننت من شدة الغضب من تصرفاته». وختم حديثه بسرد موقف دار بينه وبين غوارديولا فقال: «آخر شيء حدث بيني وبينه أنني في ذات مرة ألقيت صندوقاً مليئاً بأدوات التدريب على الارض أثناء وجوده، لم يقل أي شيء، فقط جمع الاشياء ووضعها بالصندوق وانصرف، أنا لست شخصاً عنيفاً وكل من يعرفني جيداً يدرك هذا، ولكنني فقط كنت خائفاً، في الحقيقة كنت أخاف منه».