أعلنت حركة «فتح» أن حركة «حماس» رفضت أمس السماح لوفد قيادي من الحركة بالدخول الى قطاع غزة الأمر الذي نفته الأخيرة، فيما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل حرصه على إتمام ملفات المصالحة وتشكيل «حكومة واحدة تقود الى مرحلة الانتخابات». وقال الناطق باسم حركة «فتح» أحمد عساف ل»الحياة» ان حاجز شرطة للحكومة المقالة في قطاع غزة أوقف الوفد القيادي الفتحاوي على مدخل القطاع لأكثر من ساعة بحجة «انتظار تعليمات»، فعاد الوفد الى الضفة الغربية بعد تعرضه «للاهانة». وكان الوفد الذي ضم عضوي اللجنة المركزية لحركة «فتح» صخر بسيسو ومحمد المدني، ومستشاري الرئيس روحي فتوح واسماعيل جبر توجه أمس الى قطاع غزة لعقد لقاءات مع اعضاء في «حماس» و»فتح» وباقي الفصائل والبحث في تطبيق اتفاق المصالحة. وقال عضو الوفد صخر بسيسو ل»الحياة» ان «افراد الشرطة على الحاجز العسكري على مدخل القطاع أوقفوا الوفد لأكثر من ساعة، بحجة انتظار التعليمات»، فقرر الوفد العودة بعد شعوره بالاهانة. واعتبر توقيفه مع زملائه على الحاجز مثيراً للحنق. وأضاف: «قلت لهم نحن اصلاً من قطاع غزة، ولدينا بيوت وأهل في القطاع، وعشنا طيلة حياتنا في غزة، وانه لا يحق لأحد ايقافنا ومنعنا من الدخول. لكنهم رفضوا مصرين على انهم لن يأذنوا لنا بالدخول سوى بعد تلقي تعليمات عليا». لكن الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة ايهاب الغصين نفى منع وفد «فتح» من دخول غزة، ونقلت عنه وكالة «فرانس برس» أن «ما حدث هو انهم رفضوا الانتظار قليلاً حتى يتصل عناصر امن المعبر بقيادتهم». واضاف: «شتم بسيسو الذات الالهية كما شتم عناصر الشرطة». وقال ان «الوفد لم ينتظر اكثر من عشر دقائق»، مؤكداً: «لا نمنع احداً، ومثال على ذلك دخول نبيل شعث قبل ايام وعمله بحرية في غزة». واصرت حركة «فتح» على روايتها بتعرض وفدها للاحتجاز لأكثر من ساعة وبطريقة مهينة دفعت اعضاءه الى العودة الى رام الله. واعتبر عساف ان «هذا التصرف المرفوض وطنياً يثبت مرة اخرى ان هنالك مجموعات متنفذة في قيادة حماس في غزة لا تزال تخطف القطاع وتتحكم به، وانها لا تريد المصالحة، وانما تسعى من خلال هذه الممارسات الى تكريس الانقسام خدمة لمصالحها الضيقة». ولفت الى ان «الوفد الفتحاوي توجه الى غزة بقرار من قيادة الحركة بهدف تعزيز المصالحة، ولكنه وللاسف قوبل من حماس بهذه الطريقة التي لا تليق في التعامل مع قيادات الشعب الفلسطيني». واتهم عساف من سماهم «البعض في حماس» ب»تقليد الاساليب الإسرائيلية» مشيراً الى منع فلسطينيين من الدخول الى اراض فلسطينية. واعتبر ان «هذه الممارسات تتناقض مع اجواء المصالحة» مؤكداً على ان حركة «فتح» متمسكة باتمام المصالحة لتحقيق الوحدة بين شطري الوطن. في غضون ذلك، أكد مشعل بعد اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أمس، حرصه على إتمام ملفات المصالحة حتى ينتهي الانقسام الفلسطيني «البغيض» وتشكيل «حكومة واحدة تقود إلى مرحلة الانتخابات... وترتيب البيت الفلسطيني، وإنجاز المصالحة المجتمعية، والإفراج عن كل المعتقلين، وإيجاد مناخات مريحة للجميع وتعزيز الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية، واستكمال ملف بناء منظمة التحرير الفلسطينية». وقال العربي ان «مشعل أكد أهمية إنهاء الانقسام من دون تأخير، وتطبيق اتفاق المصالحة على الأرض»، ولفت الى عدم وجود أي وسيلة للتقدم لإحداث السلام الحقيقي. وشدد على أن «السلام لن يحدث إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي».