تعيش الأمرين منذ سنوات طويلة، وما زالت تتحمل متاعب الحياة القاسية، إضافة إلى الأمراض التي تعاقبت عليها، أما ثالثة الأثافي فهي أنها باتت مهددة بدخول السجن. تلك هي معاناة امرأة مطلقة تبلغ من العمر 50 عاماً لا يوجد لها معيل، ما جعلها أسيرة للديون والحاجة، وبالتالي تضطر إلى السكن مع أفراد أسرتها في منزل «شينكو» مكون من ثلاث غرف فقط. تقول أم محمد ل«الحياة»: «أعاني من قسوة الأيام، إذ إن وضعي الصحي أصبح يسوء يوماً بعد يوم، خصوصاً بعد أن تم تحويلي من مستشفى عرعر إلى أحد مستشفيات الرياض وبدأت معاناة التنقل، إذ إنني لا أملك شيئاً، في حين أصبحت الديون تتراكم علي، ما جعل أحد التجار الذين اقترض منهم المال لدواعي السفر يأخذ بطاقة الضمان الاجتماعي لديه ويهددني بأنه سيدخلني السجن إذ لم أدفع له ماله». وتتابع بألم وحسرة: «هم الدين وقلة الحيلة تنسيني أحياناً آلامي الجسدية»، مؤكدة بأنها باتت تعيش في صراع داخلي وتخفي الظروف الصعبة التي تعيشها عن أقرب الناس إليها حتى لا تتأثر حياتهم سلباً. وتوضح أم محمد: «وضعنا صعب جداً ونعيش في منزل من شينكو مكون من ثلاث غرف يفتقد أبسط مقومات الحياة»، لافتة إلى أن ابنتها المتزوجة وزوجها ولديهم خمسة أبناء يقيمون معها. وتؤكد أن المنزل لا يوجد فيه مفروشات ولا مكيفات ولا ثلاجة لحفظ الأطعمة، «نعتمد فقط على الدقيق فقط، وإذا توفر لدينا المال حصلنا على طعام لوجبة واحدة فقط، وما يزيد ألمي وأوجاعي هو أن تظل صامتاً ليس بيدك قدرة على عمل شيء إلا انتظار من يقوم بمساندتي من أهل الخير».