تترك الحياة لنا مسؤوليات كبيرة، نتحملها بصبر وإيمان، ولكن أحياناً تكون المسؤوليات أثقل من أن تحملها ظهورنا، خصوصاً مع قلة ذات اليد والظروف القاسية. هذا ما تعيشه أم تهاني وهي مواطنة سعودية وأم ل11 ابناً وابنة، من بينهم ابنة مريضة. ترملت أم تهاني منذ أكثر من عشر سنوات وتعيش وحدها في الليث، تحملت بعدها مسؤولية أسرتها، وكرست جهدها لأن ترسو بهم على شط الأمان، فبدأت بممارسة تجارة بيع المكيفات، إلا أن النشاط توقف فجأة، فقد كانت الديون بالمرصاد. وتسرد أم تهاني ل «الحياة» مأساتها بعد أن وصل بها الأمر إلى رهن بطاقة الضمان الخاصة بها لتسديد ديونها والمعيل الوحيد لها وأبنائها، ولكن اضطرت لذلك بعد أن أثقلت الديون ظهرها، ولم يعد في استطاعتها حتى توفير الطعام لأبنائها: «مصاعب وحاجات الحياة اضطرتني إلى الاقتراض للاتجار حتى أعيش أنا وأطفالي، فجأة وجدت نفسي عالقة في ديون لا حصر لها، ما جعلني أعطي صاحب الدين بطاقة الضمان الاجتماعي كرهينة لسداد ديوني وهذا حقه وجزاه الله كل خير». وتضيف: «اليوم لا نجد حتى غداءنا، وأصبح همّ الدين أكبر من همّ الأكل والشرب فعشت بين أمرين أحلاهما مر وكدر، العيش بين أطفال مطالبهم أكبر بكثير مما يتصوره العقل فيزيد همّي همّ ولا أعلم كيف أتصرف». وتتابع: «ما يزيد مصاعبي أكثر مرض ابنتي الذي لا اعلم ما هو بالضبط، إذ تظهر عليها دوائر في جسمها وشعرها نصفه ابيض وهي لم تكمل ال12 من عمرها ولم أترك طبيباً أو قارئاً إلا وذهبت إليه ولكن بلا فائدة، كما أن العوز لم يمكنني من علاجها». وتضيف أم تهاني: «لي ابن موظف في جدة لم يترسم حتى اليوم وما يدخل عليه من مال بالكاد يكفيه، كما أنه يعيش بعين واحدة ويبحث عمّن يتبرع له بعين وكثيراً ما رجوت الله أن يتم ترسيمه وتثبيته في عمله حتى يرتاح ونرتاح». وتتمنى أم تهاني من ذوي القلوب الرحيمة النظر في وضعها فهي في حال يرثى له، «لا أعلم هل أبكي على حالي أم حال أبنائي وما نعانيه جميعاً، الأيام تضيق علينا الخناق يوماً بعد الآخر، والشكوى لله وحده».