أرضى بالبطء لو أن البطء يحل المسائل. لم لا؟ ببطء لكن أرجوك اعطني هذا الضمان وأنه مؤكد سيحل المشاكل العالقة، وعالقة لأنها شائكة، وأكثر الأشواك هي في الآلام التي شخصنا مرضها ألف مرة ولم نصف لها الدواء، ألا وهو ما يتعلق بأمراض النساء وولادة الإناث. أستحي، صدقاً أستحي، وكم من الملفات نخجل أن نعود إليها، وهذا من أهمها، لكنه لم يعالج وما زال يشق طريقه بصعوبة بالغة، وإن لمسوه مرة أجابوك: ببطء، دعه يحل ببطء! ببطء كالموت البطيء أو الحياة البطيئة. نعم غاضبة ويغيظني موضوع المرأة المطروح على كل طاولة كوجبة نستمتع بأكلها وثلاث مرات يومياً وثلاث مقالات يومياً وثلاثة آلام يومياً ولا نعطها الدواء، بل نصاب بالغثيان والقرف إن فقط هي طالبت بحق من حقوقها، ما يجعلني أحياناً أشك في الذمم، فكيف نصمت كلنا هذا الصمت الرهيب حيال ظلمها دون أن نحميها، بحجة أنه لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا؟ يا أخي، أحي العادات والتقاليد، لكن هل من عاداتنا وتقاليدنا ظلمها وتعنيفها وتغييبها؟ إذن لنحي العقل والمنطق مرة والحجة والبرهان مرة ولنحكم الضمير كل مرة، فهل تريدوني أن أصدق أننا نحن من نحن من شيمنا حتى حماية الغريب لا نحمي نساءنا من العنف اللفظي والجسدي كأضعف مثال، فأين أمن النساء إن كنا نخاف عليها من أن تواجه الدنيا فنأسرها؟ ودعني أجيب عنك، لئلا تعيش حياتها مثلما تشتهي بكرامة وعزة. أم أن عندك جواب غير ذلك؟ ولا تصب بالجزع أرجوك تحت ذريعة تفكك الأسرة، فأنا لا أعرف امرأة مسؤولة إلا وتدرك جيداً كيف تحافظ على نفسها وأسرتها وسريرتها من دون قوانين، فدعونا لا ندخل في موضوع القضاء والصحافة والإعلام، هذه كلها مجتمعة مرة أخرى تثير في الغضب وتخيفني إزاء حقها في العيش بسلام دون اضطهاد ودون تعنيف ودون خوف عليها ودون اللجوء إلى القضاء. فالموضوع أخلاقي بحت، وما يردعه سوى الدين والضمير والقيم، يعني بالمختصر بكلمتين: المودة والرحمة، فهل راحت الرحمة من القلوب؟ لا فكلكم تقولون إنكم تكرهون الظلم فلم تظلموها؟ أم أنه تكريس للتمييز والعنصرية؟ وماذا تولد هاتان الصفتان سوى العنف؟! وهل بالعنف تعمر البيوت وتترابط الأسرة؟ أم بالصحة النفسية والكرامة الإنسانية؟ [email protected]