دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون إن نحو 30 شخصاً قتلوا أمس في سورية معظمهم في دير الزور التي تشهد قصفاً عنيفاً واقتحاماً لعدد من مناطقها. في موازاة ذلك، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات دارت فجر أمس قرب احد المراكز العسكرية في مدينة الصنمين في درعا بين «14 عنصراً انشقوا عن الجيش بينهم ضابط برتبة نقيب والجيش النظامي السوري»، مشيراً إلى أن «العناصر المنشقة تمكنت من الفرار». كما ذكر المرصد أن الأجهزة الأمنية في إحدى مدن المحافظة تستخدم شباناً «دروعاً بشرية» لمنع المنشقين من شن هجمات. وجاء في بيان للمرصد أن «الأجهزة الأمنية تقوم بمدينة جاسم باعتقال شبان من المدينة مساء كل يوم وتحتفظ بهم حتى الصباح كدروع بشرية في مخفر المدينة خوفاً من هجمات المجموعات المنشقة». وقال المرصد السوري «استشهد ما لا يقل عن أربعة مواطنين اثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات السورية في قرية غريبة شرق دير الزور» امس. كما ذكر في بيان آخر مقتل مواطن سوري «برصاص قناص في حي الخالدية» بمدينة حمص. وأضاف أن مواطناً آخر قضى «متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام في حي الخضر» في حمص ويأتي ذلك فيما حذرت الهيئة العليا للإغاثة السورية أمس من أن حمص على شفا «كارثة إنسانية»، وحضت المنظمات الإنسانية على الإسراع بالتدخل لإنقاذها. وقالت الهيئة في تقرير لها إن حمص تشهد ارتفاعاً حاداً في الأسعار مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية، ووصفت وضع القطاع الطبي بالخطير. وأشارت إلى صعوبة الحصول على المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لعلاج الجرحى والمرضى. وأحصت الهيئة أكثر من 3600 عائلة «منكوبة دمرت منازلها وتعاني من ظروف معيشية قاسية»، وأشارت في الوقت نفسه إلى توقف قطاع الخدمات في شكل شبه تام منذ أكثر من خمسة أشهر. في غضون ذلك كرر ناشطون اتهامات للنظام السوري بتضليل بعثة المراقبين العرب عبر أخذهم إلى مناطق موالية له، وتغيير أسماء الشوارع لإرباكهم إضافة إلى إرسال المؤيدين له إلى المناطق القريبة من بؤر الاحتجاجات لتضمين شهادتهم في تقرير البعثة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الإنترنت عربات مدرعة مختبئة خلف حواجز ترابية مرتفعة. وفي شريط فيديو يقول ناشطون نشروه على موقع يوتيوب انه التقط في مدينة حمص ولا يمكن التأكد من صدقيته، يجلس خالد أبو صلاح المتحدث باسم «مجلس الثورة في حمص» على فراش على الأرض وقد بدا إلى جانبه رجال بلباس الجيش وأشخاص بالسترة البرتقالية التي يرتديها المراقبون يجلسون قرب مدفأة على المازوت. ويقول أبو صلاح «الآن نجلس في منطقة ما في حمص مع الضباط الأحرار ونكشف لأعضاء بعثة المراقبين العرب أن لا وجود لعصابات مسلحة بل هم ضباط عسكريون انشقوا عن النظام». وفي شريط فيديو آخر حمل عنوان «جنود منشقون يتحدثون عن تبديل هوياتهم بهويات شرطة»، يتحدث شخص يقدم نفسه على انه الرقيب الأول محمد عبد الرزاق محمد من الفرقة العاشرة اللواء 85، وقد وقف إلى جانبه عدد من الرجال باللباس العسكري الذين يحملون بطاقات هوية تابعة للشرطة. ويقول «بسبب المجازر التي ارتكبها الجيش السوري في جبل الزاوية اعلن انشقاقي عن الجيش أنا ومجموعة من رفاقي المجندين وانضمامي إلى الجيش السوري الحر». ويضيف انه تم خلال وجوده في صفوف الجيش «استبدال هويات العسكر بهويات مدنية لتضليل اللجنة العربية».