في زمن تتطلع فيه دول كثيرة إلى تحول مدنها من «حضارية» إلى «ذكية»، ما زالت «أحياء عدة» في عروس البحر الأحمر تلتحف ثوب «العشوائية»، وكأنها حين يطلق عليها هذا اللقب تنال تميزاً عن البقية التي ابتعدت عنها قروناً ودهوراً، وهي ما فتئت متمسكة بغابر عهد تخطته آلة التطوير والإعمار والتكنولوجيا. في خضم ذلك، ذكرتْ «أمانة جدة»، على لسان مسؤول كبير فيها، أن وجود الأحياء العشوائية أمر غير معيب ولا يدعو للاستغراب، فيما واقع الحال الذي عليه هذا النوع من الأحياء في المدينة الساحلية، وعلى لسان أحد عمدها، ينذر بخطر محدق يتجاوز مداه إنسان الحي ليصيب ضرره المجتمع بأسره، فهي (أي الأحياء غير النظامية) مرتع لتجار المخدرات ومرقد للسكارى ومضجع آمن لكل مخالف وهارب وجان. وعلى رغم تأكيدات شرطة جدة تكثيف حملاتها الدورية على الأحياء المعنية أكثر من غيرها، إلا أن خبراء اجتماع رأوا في «العشوائيات» مواقع إرهاق للجهات الأمنية وبالتالي أقروا الحل في إزالتها بعد بحث حالات قاطنيها اجتماعياً واقتصادياً، في الوقت ذاته، يرى عقاريون أن البديل المناسب لنقل حياة أهالي تلك الأحياء هو أنجع حل لطي صفحة العشوائيات نهائياً.