إن الاختلافات السريعة والكبيرة في درجات الحرارة في فصل الشتاء تشجع فيروسات البرد على العبور إلى الجسم من خلال الأغشية المخاطية في الطرق التنفسية العلوية، أي الأنف والحلق والجهاز التنفسي. ومما يسهل غزو فيروسات البرد إلى الجسم عاملان هما: نقص المناعة، ونقص الفيتامين سي. وفيروسات البرد تحط رحالها على مستقبلات معينة على سطح الخلايا التابعة للأغشية المخاطية المبطنة للمسالك التنفسية العلوية، وفي حال لم توفق الفيروسات في إيجاد تلك المستقبلات في غضون 4 إلى 6 ساعات، فإن الجسم يتولى أمر طرد القسم الأكبر منها عن طريق العرق والبول، ولكن بعضها يبقى نائماً في الجسم حتى تحين الفرصة الملائمة لينقض على الخلايا من جديد محاولاً فتحها والدخول إليها كي يستعين بمقدراتها للتكاثر والنمو. إن الفيتامين سي يستطيع الالتصاق بطريقة فعالة على المستقبلات نفسها التي تحط الفيروسات عليها، وهذا بالتالي ما يمكن من إغلاق بوابات عبور تلك الفيروسات، من هنا ضرورة أن يكون مستوى الفيتامين سي عالياً في الجسم يومياً، لأن الأخير لا يملك مستودعات يخزن فيها هذا الفيتامين. تحفل الطبيعة بكثير من الأغذية التي تحتوي على الفيتامين سي، وفي ما يأتي أهم تلك الأغذية ومحتواها منه: - الجوافة، وتحتوي الواحدة منها على 165 ميلليغراماً. - الفليفلة الحمراء الحلوة، وتضم الواحدة 141 ملغ. - القاوون، ويوجد في كل نصف قاوونة حوالى 113 ملغ. - الفليفلة الخضراء، ويحتوي القرن الواحد على 95 ملغ. - الباباي، وتضم كل نصف حبة منه 94 ملغ. - ملفوف بروكسيل، وفي كل 6 حبات 78 ملغ. - الليمون الهندي، وفي عصير الحبة الواحدة يوجد 75 ملغ. - الكيوي، وتحتوي الحبة على 74 ملغ. - البرتقال، وفي كل حبة يوجد 70 ملغ. - البندورة المطبوخة، ويحتوي الكوب الواحد على 45 ملغ. - البروكولي غير المطبوخ، وفي كل نصف كوب 31 ملغ. - القنبيط من دون طبخ، ويوجد في كل نصف كوب 31 ملغ. وفي حال ظهور البوادر الأولى للرشح يمكن أخذ جرعات دوائية عالية من الفيتامين سي بواقع قرص فوار كل 4 إلى 6 ساعات تخفض تدريجياً في الأيام التالية من أجل التخفيف من شراسة الفيروس ومنعه من دهم الخلايا. ولا خوف من أخذ كميات كبيرة من الفيتامين سي لأنه يذوب في الماء ويستطيع الجسم التخلص من الكميات الفائضة من دون مشاكل.