في نهاية الألفية الماضية أكدت دراسة ألمانية أن العالم كله سيعرف الخبر نفسه خلال ثلاث ساعات متى ما نقله كل متلقٍّ لثلاثة أشخاص من حوله، كل هذه المعلومات ظهرت قبل رواج مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما وأجهزة المحادثة المحمولة مثل «البلاك بيري». الإشاعة التي تنطلق بسيطة أحياناً تعرف طريقها جيداً إلى عقول المتابعين والمهتمين، فمتى تم تجاهلها تماماً تحولت بشكل غير مباشر إلى حقيقة لا تقبل الجدال، إذ إن القضايا العامة الاجتماعية التي تشغل شرائح المجتمع كافة، وهي مرتع خصب لزراعة الإشاعة الأكثر قوة، وتجلى ذلك واضحاً في حادثة احتراق مدارس «براعم الوطن» الأسبوع الماضي في مدينة جدة. ربما كان عالم الرياضة أكثر البيئات خصوبة لانتشار الإشاعة، بل يمكن القول إن جزءاً من «لذة» متابعي الرياضات، خصوصاً كرة القدم، يتمثل في قراءة وسماع الإشاعات، ومحاولة البحث عن مدى صحتها.بعد ظهور الإسلام، وضعت القوانين والنظريات والأساليب لمكافحة الإشاعة والتلفيق، كان أبرزها نظرية «الجرح والتعديل» وولادة «علم الرجال» ذات الصلة بالتصحيح والتضعيف، قائمة بذاتها، بحسب حال الراوي، نزاهة أو حفظاً. شبان سعوديون أيضاً حاولوا مكافحة الإشاعة عبر إنشاء موقع باسم «تأكد»، لتفنيد الحقائق والأكاذيب، وشرحها وإيضاحها. «تأكد»... موقع إلكتروني أطلقه سعوديون لمحاربة الإشاعات ب «الحجج» العالم يحتاج إلى 3 ساعات لمعرفة خبر بشرط نقله تسلسلياً إلى 3 أشخاص صرامة علماء الحديث... لا تترك للمعاصرين أملاً في «النزاهة»