أعلنت إسرائيل بدء عمليتها العسكرية الجديدة على غزة التي أطلقت عليها اسم "الجُرْف الصامد"، وذلك عقب قرار المجلس الوزاري الأمني المصغّر، الذي عقد مساء أمس، اجتماعاً استمر حتى ساعة متأخرة من الليل. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قرار العملية اتخذ بعد سقوط صواريخ أمس على مناطق بعيدة لم تصلها الصواريخ منذ عملية "عامود السحاب"، ما اعتبرته إسرائيل تصعيداً لا يمكن تجاوزه، وعليه، يقول الجيش، سيكون بنك أهداف "الجرف الصامد" أبعد ما كان عليه في العملية الاخيرة "عامود السحاب". وتهدف الحملة بحسب الجيش الإسرائيلي، إلى القضاء على البنى التحتية لحركة "حماس" والتنظيمات الفلسطينية المسلحة ومخازن الأسلحة والصواريخ. ونصب الجيش منظومة جديدة للقبة الحديدية وقرر استدعاء 1500 جندي من الاحتياط، بينهم قوات من حرس الحدود، بعد أن نقل عدة وحدات برية ووحدات مظليين. كما يواصل نقل آليّاته العسكرية ويستعد لاحتمال ان تتعرض اسرائيل لصواريخ بعيدة المدى تصل حتى منطقة تل ابيب. وقال ضابط رفيع المستوى إن الجيش الإسرائيلي يستعد مسبقاً لاحتمال اتساع التصعيد، مضيفاً أنه جرى توجيه رسالة واضحة الى "حماس" بأن عليها وقف إطلاق النار من دون شروط. وطالب رؤساء المجالس المحلية في جنوب إسرائيل، رئيس الحكومة ووزراء المال والداخلية والدفاع، إعلان حالة خاصة في "الجبهة الجنوبية"، فيما أعطيت توجيهات بفتح الملاجئ العامة في المنطقة المحاذية لقطاع غزة وفي عسقلان واشدود وبئر السبع. وأنشئت مراكز للطوارئ في البلدات الإسرائيلية في الجنوب تعمل على مدار الساعة. ومنعت التجمعات لأكثر من 500 شخص على مسافة 40 كيلومتراً من قطاع غزة. وكان الجهاز الأمني الإسرائيلي عرض أمام المجلس الوزاري المصغر عدة إمكان التحرّك بينها استئناف سياسة اغتيال قادة "حماس". وقرر الوزراء أن استمرار إطلاق النار من جانب "حماس" سيؤدي الى رد إسرائيلي شديد، وإذا أوقفت "حماس" إطلاق النيران، فلن تبادر اسرائيل الى خطوات ملموسة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن "مبدأ الهدوء يقابل بالهدوء لا يزال سارياً، ولكن إذا اختار الجانب الثاني تجاهله وواصل اطلاق النار، فإن إسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدي". إلى ذلك، قدم سفير إسرائيل لدى الاممالمتحدة رون فروشوار، ليل أمس، وقبل انطلاق العملية العسكرية شكوى الى مجلس الامن والأمين العام بان كي مون، أبلغ فيها ما اعتبره "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في مواجهة القصف الصاروخي"، وقال إن "القيادة الاسرائيلية ملتزمة بوقف اطلاق النار و"اعمال الارهاب" ضد مواطنيها، وهذا واجب كل حكومة مسؤولة، ومن يلحق ضرراً بإسرائيل سيدفع ثمنا باهظا". وطالب فروشوار المنظمة الدولية بشجب إطلاق الصواريخ و"حماس" ومطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن بتفكيك حكومة الوحدة فوراً. وكان سلاح الجو الاسرائيلي نفّذ عشرات الغارات على القطاع، وقال في بيان إن بين الأهداف التي تم قصفها بيوت نشطاء "حماس" تدّعي إسرائيل ضالعين في عمليات اطلاق الصواريخ. كما جرى قصف 18 موقعاً تدعي اسرائيل انه استخدم لإطلاق الصواريخ و3 منشآت عسكرية، بالإضافة إلى 10 أهداف للبنى التحتية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي كبير أن جهاز الاستخبارات المصري يواصل نقل الرسائل بين اسرائيل و"حماس" في محاولة لتحقيق هدنة.