فيينا - أ ف ب - تعتبر لوحة «القُبلة» للرسام النمسوي غوستاف كليمت (1862-1918)، العمل الفني الرئيس في متحف «بلفيدير» الكبير في فيينا، وتزين أيضاً أوشحة ومزهريات وأكواب شاي، في موجة قد تشهد تصاعداً في العام الجاري إذ يحتفل في ال 2012 ب «سنة كليمت» في النمسا لمناسبة مرور 150 عاماً على ولادته. كان كليمت فناناً مختلفاً، متمرداً على البورجوازية وذهنيات عصره. وأسس، مطلع القرن العشرين، إلى جانب مواطنه ايغون شيله (1890-1918)، حركة «يوغنستيل» وحركة الانفصال التي كانت مقدمة للحركة التعبيرية الألمانية. لكن، إلى جانب الرسم، كان كليمت فنان ديكور، وشارك في إنشاء مشاغل «فينر فيركشتيتي» (مشاغل فيينا 1903-1932) مع المهندسين المعماريين الذين اشتهروا في عصره اوتو فاغنر ويوزف هوفمان وأدولف لوس، فضلاً عن الرسام وفنان الديكور ومصمم فنون المائدة كولومان موزر. وكانت تلك المشاغل معقلاً فريداً من نوعه لإطلاق الحس الإبداعي في مجال الهندسة المعمارية والديكور وفنون المائدة والموضة والتصوير والحياكة والتجليد. وتذكّر لوحاته، التي يلجأ فيها بانتظام إلى اللون الذهبي، بعصر فيينا الذهبي. فالعاصمة النمسوية اعتدّت في تلك الفترة بحركة ثقافية وفنية مماثلة لتلك التي تشهدها باريس وبرلين. فكان فيها مؤسس علم النفس سيغموند فرويد، ورسامون من أمثال أوسكار كوكوشكا وإيغون شيله، ومؤلفون موسيقيون مثل غوستاف ماهلر وأرنولد شونبرغ وكارل كراوس وغيرهم. إحدى أغلى اللوحات في العالم «بورتريه أديل بلوخ-باوير الاولى» (1907)، التي بيعت عام 2006 ب135 مليون دولار في الولاياتالمتحدة، كانت قد أثارت ضجة في قضية ملحمية لا سابق لها لاستعادة عمل فني نهبه النازيون من جامع تحف نمسوي يهودي. وفي ذكرى ولادة كليمت قرب فيينا، في 14 تموز (يوليو) 1862، تنظم المتاحف الرئيسة في فيينا ما لا يقل عن تسعة معارض لأعماله كفنان ديكور في بورغثياتر، إضافة إلى متحف «بلفيدير»، وصولاً إلى رسومه التي لم تنل قسطاً وافياً من الشهرة. ويلقي متحف ليوبولد الضوء على حياته الخاصة، من خلال مجموعة من الرسائل. فيما ينظم متحف الفنون الجميلة زيارات لأعمال الديكور التي انجزها كليمت وتلاميذه، في درج المبنى الرائع. وتفتح أمام الزوار، خلال الصيف، فيللا أنجز الفنان ديكورها قبيل وفاته. وبرزت الإشارة الأولى هذه السنة إلى أعمال كليمت، في اليوم الأول من السنة، عبر ملابس فرقة باليه أوبرا فيينا، الذهبية والبرتقالية. ورقصت الفرقة في متحف «بلفيدير» على أنغام أوركسترا فيينا الفلهارمونية، ضمن الحفلة الموسيقية التقليدية لمناسبة رأس السنة.