سلمت السلطات المصرية أول من أمس كلاً من حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» رسالة تهديد إسرائيلية مفادها أنه ما لم يتوقف إلقاء الصواريخ من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية الجنوبية، فإن غزة ستُضرب بقوة. وكشف قيادي فلسطيني رفيع ل «الحياة» عن اتصالين هاتفيين أجراهما مسؤول في الاستخبارات المصرية مع كل من القيادي في «حماس» موسى أبو مرزوق، ونائب الأمين العام ل «الجهاد» زياد النخالة مفادها بأن إسرائيل ستضرب غزة بيد غليظة في حال لم تلتزم الحركتان التهدئة. وعلى صعيد الجهود المصرية من أجل وقف التصعيد الجاري حالياً في غزة، أجاب: «أبدى المصريون لنا رغبتهم بضرورة تجنب حدوث تصعيد ميداني، وحذرونا بأن الأمور ستتصاعد من الجانب الإسرائيلي لو لم نسيطر على الميدان، لكننا للمرة الأولى نشعر بأنهم لا يريدون أن يتدخلوا... هم نقلوا فقط رسالة من الإسرائيليين لنا وكأن ما يعنيهم هو فقط نقل الرسالة... ربما لأنهم يريدون إضعاف حماس حتى لو كان السبيل إلى تحقيق ذلك بضربة إسرائيلية موجعة لغزة». وعن ماهية الرد الذي سلموه إلى الوسيط المصري، قال: «أبلغنا الجانب المصري بأننا (حماس والجهاد) غير معنيين بالتصعيد، وأن هناك قوى مقاومة مختلفة ومتعددة في الميدان، وضبط الأوضاع يحتاج إلى حكمة ومعالجة ووقت، لكن في الوقت ذاته يجب تثبيت شكل معين للتهدئة يحمي الناس، فالمعالجة يجب أن تتم من الجانب الإسرائيلي أيضاً، وذلك بأن يوقف عدوانه». وأضاف: «قلنا للمصريين عملياً إننا لا نريد التصعيد ونريد التهدئة، لكن إذا استمرت إسرائيل في التصعيد، فنحن لن نتوقف، بمعنى: أمام كل قصف إسرائيلي، سيكون هناك في المقابل رد من جانبنا». وقال: «باختصار هم (الإسرائيليون) يريدون الخروج من حال الاشتباك غير المعلن بأنهم أصحاب القرار، ونحن نقول لهم: جربوا، ستدفعون الثمن، كما سندفعه نحن». وأوضح أن الأمور على الأرض حالياً هي حال قصف متبادل، مستبعداً حدوث تهدئة قريباً. وزاد: «كل الاحتمالات مفتوح»، مضيفاً: «لذلك إذا استمرت إسرائيل في قصف غزة، لن نظل في حال سكون، بل سنرد وستتدحرج الأمور إلى المجهول». وحذر من أن «كلفة الحرب ستكون عالية على الجانب الإسرائيلي مثلما ستكون علينا»، لافتاً إلى أن الصواريخ ستصل إلى ما بعد تل أبيب. وقال: «في حال حدوث حرب، فإن إسرائيل كلها ستذهب إلى الملاجئ... وهم لا يريدون ذلك». وأضاف: «إسرائيل تضغط بشدة لاغتيال حكومة التوافق الوطني حتى قبل أن ترى الحياة... ويبدو أنها نجحت في ذلك».