واصل برشلونة التربع على عرش أندية كرة القدم في العام 2011 وظل من دون منافس حديث العالم على مدار العام، فلم يترك لقباً على المستويين المحلي والدولي إلا وتوج به باستثناء كأس إسبانيا التي فاز بها غريمه التقليدي ريال مدريد، إذ فاز برشلونة بالدوري والسوبر الإسباني ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي، وأخيراً كأس العالم للأندية. ولم يدخر برشلونة جهداً في تأكيد هيمنته وسطوته على عرش اللعبة من خلال الأداء الجمالي والنتائج المبهرة التي تجعله من أفضل الفرق في تاريخ الساحرة المستديرة إن لم يكن أفضلها على الإطلاق. وتغلب برشلونة على مانشستر يونايتد الإنكليزي (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا على إستاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن بعدما أطاح بمنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد من المربع الذهبي للبطولة. وتوج برشلونة، بقيادة مديره الفني المتألق غوسيب غوارديولا ونجومه المميزين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز، بلقب بطولة العالم للأندية والتي اختتمت أخيراً في اليابان ليكون الفريق الوحيد الذي أحرز اللقب العالمي مرتين. وبخلاف هذين اللقبين، حافظ برشلونة على لقبه الدوري الإسباني وتفوق على النادي الملكي للموسم الثالث على التوالي كما فاز بلقبي كأس السوبر الأوروبي والإسباني. فيما فاز بورتو البرتغالي ببطولة «يوروبا ليغ» التي كان يطلق عليها (كأس الاتحاد الأوروبي) على حساب مواطنه سبورتينغ براغا بهدف نظيف، قبل أن يخسر السوبر أمام برشلونة بهدفين من دون رد. أما عن أهم الدوريات في العالم، فأحرز مانشستر يونايتد لقب الدوري الإنكليزي للمرة الخامسة والعشرين في تاريخه وحل تشلسي ثانياً، فيما أحرز ميلان بطولة الدوري الإيطالي، وهو اللقب الأول لميلان منذ عام 2004 والثامن عشر في تاريخه، وتوج بروسيا دورتموند بطل أوروبا 1997 موسماً استثنائياً بالفوز بلقب الدوري الألماني، وفي فرنسا انتزع ليل لقب الدوري في مفاجأة كبيرة، بينما توج أياكس بطلاً للدوري الهولندي. وعلى مستوى المنتخبات، حقق كل من المنتخبين الإسباني والألماني الفوز في جميع مبارياتهما التي خاضاها في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2012) وعلى الساحة الآسيوية، أحرز المنتخب الياباني لقب كأس آسيا لكرة القدم في مطلع 2011 قبل أن تفجر سيدات اليابان واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ اللعبة من خلال التتويج بلقب كأس العالم للسيدات في ألمانيا. وتوج منتخب اليابان ببطولة الأمم الآسيوية التي أقيمت بالدوحة كانون الثاني (يناير) الماضي، بفوزه في اللقاء النهائي على منتخب أستراليا بهدف وحيد، في الشوط الإضافي الثاني من اللقاء. وانفرد منتخب اليابان بالرقم القياسي، بعدما رفع رصيده إلى 4 ألقاب متخطياً منتخبي السعودية وإيران اللذين أحرزا اللقب من قبل 3 مرات. فيما واصل منتخب أوروغواي تألقه وصحوته التي بدأها في السنوات الماضية وتوج في العام الحالي بلقب كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها الأرجنتين في تموز (يوليو) الماضي. وانفرد منتخب الأوروغواي بالرقم القياسي لمرات الفوز ببطولة (كوبا أميركا) بعد أن تُوِّج بلقبه الخامس عشر، إثر فوزه على الباراغواي بثلاثة أهداف نظيفة في نهائي البطولة على ملعب إل مونومنتال الخاص بنادي ريفر بلايت في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، أحرز الأهداف لويس سواريز ودييغو فورلان (هدفين). واحتفظت المكسيك بلقبها بطلة للكأس الذهبية لكرة القدم لمنتخبات منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بفوزها على الولاياتالمتحدة (4-2) أمام 93 ألف متفرج في باسادينا في مدينة لوس أنجليس الأميركية. وانتزع المنتخب الياباني عرش كرة القدم النسائية وتوج بلقب كأس العالم للسيدات للمرة الأولى في تاريخه إثر تغلبه على نظيره الأميركي (3-1) بضربات الترجيح بعد تعادلهما (2-2) في المباراة النهائية للنسخة السادسة من البطولة. فضائح هزت «الفيفا» تواصلت فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في هذا العام، وتفجرت قضايا فساد على خلفية إسناد تنظيم كأس العالم 2018 و2022 إلى كل من روسيا وقطر، وجاءت هذا الفضائح بعد ترشح محمد بن همام لرئاسة الفيفا ضد الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر، وانتهت الحال بابن همام بالإيقاف مدى الحياة عن تولي أي مناصب رياضية لتطوى صفحة رجل خدم كثيراً الكرة في آسيا، وتشير تقارير إلى أن ملف تنظيم كأس العالم سيتم سحبه من قطر مستقبلاً، وأبرز ما يدعم ذلك قول الصحافي الأسترالي جيوف ليمون الذي أكد في وقت سابق امتلاكه أدلة رسمية تؤكد نية بلاتر نقل مونديال 2022 من قطر إلى أستراليا رداً على قيام ابن همام بالترشح لمنافسته على رئاسة الفيفا في الانتخابات. وكان حصول قطر على شرف تنظيم المونديال ينص على عدم ترشح ابن همام لرئاسة الفيفا أمام بلاتر، حسب تأكيد الصحافي الأسترالي. وأضافت تقارير أخرى أن بلاتر كان يملك رسالة من مسؤولين قطريين كبار يؤكدون فيها ذلك، وأن ابن همام سوف ينسحب في الوقت المناسب، وهو ما تم بالفعل. واختتم بلاتر العام على أسوأ ما يكون عندما أثار ضده الجميع بتصريحاته بشأن التقليل من أثر العنصرية بالملاعب. ولكن ما سبق لم يكن الحدث الوحيد البارز في عالم الساحرة المستديرة على مدار عام 2011، إذ صاحبه قضايا أخرى للتلاعب بنتائج المباريات مع فرض عقوبات كبيرة على المتورطين كان أبرزها في إيطاليا وتركيا. كما جاءت استقالة البرازيلي جواو هافيلانج من عضوية اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام من بدء التحقيق معه بتهم تلقي رشي إبَّان رئاسته للاتحاد الدولي لكرة القدم من أبرز أحداث 2011. وجاء انتحار المدير الفني لمنتخب ويلز جاري سبيد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ليؤكد الضغوط الهائلة التي يتعرض لها العاملون في حقل كرة القدم، خصوصاً أن هذه الواقعة جاءت بعد أيام قليلة من محاولة حكم ألماني الانتحار أيضاً. كما استقال رالف رانجنيك من تدريب شالكة الألماني في أيلول (سبتمبر) متعللاً بالإرهاق والإجهاد بينما أقدم عدد من اللاعبين في مناطق مختلفة من العالم على العلاج من الاكتئاب. صعود وأفول نجوم وأظهر كل من النجمين الشهيرين العداء الجامايكي يوسين بولت والسباح الأميركي مايكل فيلبس أنه بشر في المقام الأول وأنه معرض للخطأ وليس بعيداً عن المنافسة والتعرض للهزيمة بعدما تلقى كل منهما تحذيراً شديداً في عام 2011 قبل خوضهما غمار المنافسة الطاحنة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة (لندن 2012). وتلقى بولت صدمة كبيرة عندما أخفق في البداية بسباق العدو 100 متر ضمن فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها مدينة دايجو في كوريا الجنوبية، وتسببت البداية الخاطئة في خروج بولت من هذا السباق الذي كان المرشح الأقوى للفوز به وتحطيم رقمه القياسي العالمي أيضاً. وفتح خروج بولت من المنافسة الطريق أمام مواطنه الشاب يوهان بليك لإحراز ذهبية السباق. وعندما اقترب بليك بشدة من معادلة الرقم القياسي العالمي لبولت في سباق العدو 200 متر بعدها بأسابيع قليلة، كان ذلك بمثابة إنذار مبكر وإشارة واضحة إلى بولت بضرورة بذل مزيد من الجهد في التدريبات استعداداً لمنافسة شرسة مع مواطنه وآخرين في أولمبياد لندن. وأحرز بولت الميدالية الذهبية لكل من سباقي 200 متر و4 x 100 متر تتابع ببطولة العالم في دايجو ولكنه يطمح إلى تكرار الثلاثية الذهبية التي أحرزها في سباقات أولمبياد بكين 2008. ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للأسترالي فيلبس حتى وإن كان لا يعتزم تكرار الإنجاز الذي حققه في أولمبياد بكين عندما أحرز ثماني ميداليات ذهبية. وأحرز فيلبس أربع ذهبيات في بطولة العالم للسباحة التي استضافتها شنغهاي هذا العام ولكنه خسر في سباقين أمام مواطنه رايان لوشت مما يجعله أكثر حذراً من لوشت في أولمبياد 2012 بلندن. كما قدم السائق الألماني سيباستيان فيتيل مسيرة رائعة ليتوج للموسم الثاني على التوالي بلقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 ما أثار بعض المخاوف في عالم فورمولا-1 من سيطرة فيتيل مع فريقه ريد بول على لقب البطولة لسنوات عدة مقبلة مثلما فعل مواطنه الأسطورة مايكل شوماخر من قبل. وكانت الهند هي أحدث الدول الآسيوية التي انضمت لجدول استضافة أحد سباقات بطولة فورمولا-1. كما سادت السعادة القارة الآسيوية لدى فوز مدينة بيونجتشانج في كوريا الجنوبية بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2018. وفي ملاعب التنس، كان للنجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش صولات وجولات رائعة انطلق بها بثبات نحو اعتلاء القمة في التصنيف العالمي لمحترفي اللعبة. وحصد ديوكوفيتش خلال عام 2011 عشرة ألقاب منها ثلاثة ألقاب في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، إذ توج بألقاب أستراليا المفتوحة وإنكلترا المفتوحة (ويمبلدون) وأميركا المفتوحة (فلاشينج ميدوز). وفي المقابل ، فاز الإسباني رافاييل نادال المصنف الأول سابقاً والثاني حالياً بلقب بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) ثاني بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى. كما قاد نادال منتخب بلاده للفوز بلقب كأس ديفيز لفرق الرجال بعد التغلب على المنتخب الأرجنتيني في النهائي. وفازت التشيكية الشابة بترا كفيتوفا بلقب ويمبلدون لفئة السيدات كما فازت بالبطولة الختامية للموسم لتصبح بمثابة التحدي الأكبر للدنماركية كارولين فوزنياكي المصنفة الأولى على العالم والتي فشلت مجدداً في الفوز بأول لقب لها في البطولات الكبرى. وفي عالم الجولف، فاز الأيرلندي الشمالي روري ماكلروي بأول ألقابه في البطولات الكبيرة من خلال بطولة أميركا المفتوحة بعدما واجه كارثة في الجولة الأخيرة من بطولة الأساتذة التي فاز بها الجنوب أفريقي تشارل شوارتزل. وشهدت البطولتان الكبيرتان الأخريان فوز لاعبين باللقب للمرة الأولى وهما دارين كلارك والأمريكي كيجان برادلي. كما شهد عام 2011 رحيل نجم الجولف البارز سيفريانو باليستروس. وفاز الدراج كاديل إيفانز بأول لقب لأستراليا في سباق فرنسا الدولي (تور دو فرانس) للدراجات بينما ينتظر ألبرتو كونتادور قرار محكمة التحكيم الرياضية (كاس) بشأن فوزه بلقب سباق إيطاليا الدولي (جيرو دي إيطاليا) عام 2010 بعد البت في قضية تعاطيه المنشطات. غياب بالموت أو الاعتزال فقدت الملاعب العالمية والعربية عدداً من المواهب، إذ غيب الموت اللاعب الإماراتي الشاب ذياب عوانة إثر حادثة أليمة، وكذلك اللاعب العماني الشاب محمد الجابري أثناء التدريبات، كذلك توفي لاعب الرجاء الرياضي المغربي زكرياء الزروالي بعد أن عانى من التهاب كبدي مفاجئ، كما وافت المنية الملاكم جو فريزر بطل العالم السابق للوزن الثقيل. كما سيغيب عن عالم الرياضة بعض من أثروا الحياة الرياضية بكثير من المتعة والتشويق بداعي الاعتزال منهم البرازيلي رونالدو، والأرجنتيني خوان سباستيان فيرون، والإيطالي فابيو كانافارو والإنكليزي بول سكولز.