أكد خال الرئيس السوداني عمر البشير الذي يدير صحيفة اليوم الاثنين ان السلطات علقت صدور صحيفته بعد يوم واحد من تعليق سابق. وجاء قرار تعليق صحيفة "الصيحة" على إثر نشرها تعليقات تنتقد الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس البشير. والحوار الذي أعلن عنه في كانون الثاني (يناير) الماضي يهدف الى حل ازمات البلاد وبينها الفقر والحروب التي تحاصر الشعب. لكن اعتقال قادة سياسيين معارضين واستمرار فرض الرقابة على الصحف، أثاراً أسئلة حول التزام النظام بالإصلاحات الموعودة. وقال ناشر الصحيفة الطيب مصطفى ل"فرانس برس": "صحيفتنا علق صدورها لوقت غير معلوم بواسطة جهاز الامن والمخابرات". وكانت الصحيفة عادت الى الصدور الأحد بعد تعليقها لعدة اسابيع. وأكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" ومقرها باريس في ايار (مايو) الماضي ان جهاز الامن السوداني علق صدور "الصيحة" بعد نشرها اتهامات بالفساد في وزارة العدل السودانية. وانتقد مصطفى في زاويته الأحد الطريقة التي تدير بها الحكومة الحوار الوطني. وفي مقابلة نشرتها صحيفة "الصيحة" مع غازي صلاح الدين عتباني رئيس حزب "الإصلاح الآن"، وهو حزب معارض جديد، وردت انتقادات عدة لجهات مختلفة بما فيها البرلمان الذي ألغى عضويته فيه الاسبوع الماضي. ورغم موافقة حزب الاصلاح الآن على الدخول في الحوار مع حزب البشير، إلاّ أنه عاد عن هذا القرار وربط الدخول في الحوار بعودة صحيفة "الصيحة" إلى الصدور وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وأطلق الطيب مصطفى "الصيحة" بعد ان أجبر على مغادرة أكبر الصحف السودانية "الانتباهة" على إثر خلاف مع النظام الذي وصفه ب"الديكتاتورية العسكرية". والاثنين قال مصطفى انه سمح لصحيفته بمعاودة الصدور بعد موافقته على بعض الشروط التي لم يحددها. وقال: "أعتقد أننا التزمنا عندما صدرنا أمس ولكنهم قرروا تعليق صدورها". والسبت، صادر جهاز الأمن كل نسخ صحيفة أخرى هي "التيار" بعد أن تناولت غضب أحد وزراء الحكومة من تأخير عملية الحوار، كما قال رئيس تحرير الصحيفة.