أعلنت مديرة الاتصالات في شركة «غوغل» للشرق الأوسط وشمال إفريقيا هند رشيد، أن الغالبية المطلقة من كلمات البحث على محرك «غوغل» تتعلق ب «ثورة 25 يناير». وتشمل هذه الكلمات مبارك ووائل غنيم (مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على «فايسبوك»، التي ينسب إليها الفضل في إشعال أولى شرارات الثورة) وشعراء الثورة وفنانيها وسياسييها وناشطيها. وبين بلايين الكلمات التي جرى البحث عنها في «غوغل» خلال سنة 2011، التي لُقّبت عربياً باسم «سنة ثورة العنكبوتية»، تقدّمت قائمة الشخصيات الأكثر وروداً في بحوث الجمهور حسني مبارك ووائل غنيم والشاعر الشاب هشام الجخ (صاحب القصائد الثورية العامية)، في حين جاءت عبارات «ثورة 25 يناير» و «ميدان التحرير» و «فايسبوك» باعتبارها الأكثر بحثاً بين الكلمات. «روح العصر» وعلى رغم أن الكلمات والموضوعات الأكثر بحثاً على «غوغل» لا تعني بالضرورة أنها الموضوعات الأكثر شعبية، يسود انطباع بأن الكلمات التي بحث عنها جمهور الإنترنت أكثر من غيرها، هي أيضاً الأكثر شعبية فعلاً. وبحسب إحصاءات ظهرت في قسم «زيتجست» zeitgeist (كلمة ألمانية تعني «روح العصر»)، وهو أداة يستخدمها «غوغل» سنوياً لتحليل نتائج البحوث التي أجراها الجمهور عبر هذا المحرك، صعد نجم «فايسبوك» و «تويتر» ضمن كلمات البحث على «غوغل» من مصر. وقد تمتّع هذان الموقعان باهتمام بالغ مصرياً، ما حوّلهما من شبكات تواصل اجتماعي إلى مصادر رئيسة لأخبار الثورة وأحداثها. ويكفي أن «تويتر» كان المصدر الرئيسي لأخبار أثناء إنزال العلم الإسرائيلي عن مقر السفارة الإسرائيلية في مصر في آب (أغسطس). وعبر «تويتر»، تابع العالم ما يحدث لحظة بلحظة مع وصف تفصيلي لخطوات الشاب المصري أحمد الشحّات الذي لُقب ب «سبايدرمان المصري» لتسلّقة مبنى السفارة وصولاً إلى الطابق ال18 وإنزال العلم. وأشارت بحوث «غوغل» إلى تحوّل شبكات التواصل الافتراضي نقاط التقاء لتنظيم التظاهرات الشعبية المهيبة التي أسقطت النظام وأنجحت الثورة في مصر. وأوضحت رشيد أن استخدام الإنترنت ازداد أضعافاً عدّة في سياق الثورات العربية، تحديداً المصرية، خصوصاً أن بعض حوادث هذه الثورات لم تظهر إلا عبر الإنترنت، على غرار ما يحدث في سورية راهناً. وألقت هذه التغيرات بظلالها على الدول العربية كافة، ففي السعودية، تغلبت الاهتمامات الإقليمية على المحلية، وحلّ الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على رأس اهتمامات المتصفّح السعودي، تلاه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وتلاهما عدد من الشخصيات العامة التلفزيونية والموسيقية والدينية. الطريف أن قائمة الشخصيات العشر الأكثر بحثاً في السعودية لم تضم اسماً واحداً من خارج المنطقة العربية، باستثناء المطرب جاستن بيبر. وقد تفوّق بيبر على الرئيس الأميركي باراك أوباما والدالاي لاما في الشعبية التي حظي بها على ألياف الإنترنت، بحسب تقرير نشرته جريدة «أوبزرفر» البريطانية أخيراً. وعلى رغم ذلك، كانت لمصر الغلبة على الإنترنت في 2011. وظهر هذا في محرك البحث «غوغل» وكذلك في موقع «تويتر» الذي اصطبغ بالألوان والأطياف المتعلقة بمصر في هذا العام. إذ تصدرت قائمة ال«هاش تاغ» (=علامة الشباك # الشهيرة التي تكتب حول «تغريدات» موقع «تويتر»). وفي تصنيف «التغريدات» الأكثر تواتراً في فئة «أخبار العالم»، احتلت «تنحي مبارك» الصدارة، وفي فئة البلدان والمدن، حلّت «القاهرة» في الصدارة تليها «مصر». واستطراداً، أعلن «غوغل» أن بحوث الجمهور في فئة الرياضة للدول العربية، تصدّرتها كلمات «جول يونايتد» ثم «جون سينا» و «الأهلي». وكذلك تقدّمت عمليات البحث في فئة الفن، عبارة «بهاء سلطان 2011» ثم أسمي تامر عاشور ومحمد منير.