بدأت مصر استعداداتها للمشاركة في «معرض برلين السياحي الدولي»، الذي سيُعقد ما بين 7 و11 آذار (مارس) المقبل، كشريك رئيس، لتكون بذلك أول دولة عربية تحظى بهذه الصفة المميزة منذ تأسيس المعرض عام 1966، كما كانت أيضاً إحدى الدول الخمس التي شاركت في افتتاحه حينها في برلينالغربية. وتُعتبر مصر من أهم الدول التي تجذب السيّاح الألمان،وزارها العام الماضي 1.3 مليون سائح ألماني. وبعد تراجع القطاع السياحي هذه السنة نتيجة الأحداث الأمنية خلال ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، يأمل المسؤولون في تعويض الخسائر التي أصابت ملايين العاملين في القطاع السياحي والمستفيدين منه، كما أعلن وزير السياحة منير فخري عبدالنور خلال استقباله وفد إدارة «معرض برلين الدولي» وعدداً من الصحافيين وممثلي مكاتب السفر الألمان، في احتفال رسمي أقيم أخيراً لتوقيع اتفاق الشراكة السياحية بين البلدين. وقال عبدالنور: «السياحة تشكّل 12 في المئة من الناتج المحلي السنوي الخام للبلد، وتؤمن سنوياً 800 ألف فرصة عمل»، لافتاً إلى أن مصرياً من أصل ستة يعمل اليوم في شكل مباشر أو غير مباشر في السياحة. وأشار إلى أن مصر استقطبت 10.6 مليون سائح عام 2010، وصلت إيراداتهم إلى 5.9 بليون دولار، مؤكداً أن «الشراكة مع معرض برلين الدولي فرصة لن تتكرّر»، في إشارة إلى التوترات والاضطرابات التي تشهدها مصر وتحول دون مجيء السياح. وأوضح أن معرض برلين يجذب 170 ألف خبير ومختص في شؤون السياحة من مختلف الدول، وأكثر من 5 آلاف صحافي، ما يشكّل فرصة نادرة للتعريف بالسياحة في مصر وبالإمكانات والخدمات التي تقدّمها». الأمن أولوية ورأى عبدالنور أن «السياحة في مصر تواجه تحديين، هما الأمن والفتاوى الدينية»، مؤكداً أن حكومته وضعت الملف الأمني على رأس أولوياتها، وأن التيارات الدينية تراجعت عن الفتاوى غير المسؤولة المتعلقة بالسياحة والسياح. وأعرب عن اعتقاده بأن «أي حكومة في مصر، مع المتطرفين أو من دونهم، لا تستطيع الاستغناء عن مردود السياحة الذي يؤمن لقمة العيش لنسبة كبيرة من المصريين». وشدّد على عدم وجود تحالف حكومي إسلامي، داعياً إلى الأخذ بالسياحة المزدهرة في كل من تركيا وماليزيا ودول إسلامية أخرى، التي يزورها عشرات الملايين. متطلبات السياح وشدّد على ضرورة فتح أسواق سياحية جديدة لمصر في الشرق والغرب، خصوصاً في أميركا اللاتينية، لافتاًَ إلى أن وزارته وضعت هدفاً يقضي بجذب 30 مليون سائح سنوياً ورفع إيرادات السياحة إلى 25 بليون دولار حتى عام 2017، مع العمل على تنويع المنتجات والخدمات السياحية التي تتماشى مع متطلبات السيّاح. وفي إطار الاستعدادات الجارية ل «المعرض السياحي الدولي»، ستُعقد خلال الشهور المقبلة فعاليات عدة في مصر وألمانيا للترويج للمشاركة في المعرض، كما سيُعقد مؤتمر صحافي في شباط (فبراير) المقبل في برلين لتقديم مصر عالمياً كشريك رئيس للمعرض. وستحظى مصر بجناح كبير تبلغ مساحته 2526 متراً مربعاً، يشترك فيه نحو 120 شركة سياحية وفندقاً مصرياً في ظل وجود فريق مهني سياحي قوي وفرق فنية.