النخيب (العراق) - أ ف ب - كشف عناصر من تنظيم «القاعدة» في العراق تحركات مجموعة ناشطة تطلق على نفسها اسم «عصابة الصحراء» تضم ما سموه «الزرقاويين الجدد»، ويقودها رجل يلقب أبا خيمة لتنقله المستمر وكان أقدم مساعدي أبو مصعب الزرقاوي. وهؤلاء العناصر هم خمسة اعتقلتهم السلطات العراقية بتهمة التورط في خطف حافلة للركاب في أيلول (سبتمبر) في النخيب الذي يبعد 400 كلم غرب الرمادي، وأدلوا باعترافات أمام الصحافيين الاثنين في الموقع ذاته. وكانت مجموعة مسلحة خطفت في 12 أيلول حافلة تقل زواراً شيعة انطلقت من كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) إلى سورية، في منطقة الوادي القذر (70 كلم جنوب قضاء النخيب). وعثرت قوى الأمن بعد ذلك على جثث 22 من ركاب الحافلة أعدموا رمياً بالرصاص. وقال قائد الشرطة في الأنبار اللواء هادي رزيج في موقع الجريمة إن «حادثة النخيب نقطة البداية» فالتحقيق فيها أدى إلى اعتقال «عصابة الصحراء» هذه. وأضاف أن فريق عمل مكوناً من ضباط مكافحة الإرهاب والاستخبارات، رصد وراقب المناطق الصحراوية ثم لاحق شخصاً يدعى يوسف الهزيماوي وكان أحد معاوني الزرقاوي واعتقله مع أربعة أشخاص آخرين. وأوضح أنهم جميعاً اعترفوا بارتكاب جريمة النخيب مع خمسة أشخاص آخرين وجرائم أخرى، مؤكداً أن «هؤلاء ارتكبوا كل جرائم المنطقة الغربية حيث نشطت جماعة الزرقاوي في الفترة الأخيرة». وفي اعترافات أدلى بها أمام الصحافيين، أقر الهزيماوي بأنه التحق ب «القاعدة» في 2005، لكنه توقف عن «العمل لعامين» إثر مقتل الزرقاوي في حزيران (يونيو) 2006 بضربة أميركية. وتابع أنه عاد إلى التنظيم بعدما التقى «في صحراء حوران بأبي خيمة، وهو المساعد الأقدم للزرقاوي». وأوضح أن «أبا خيمة يتنقل على جمل مع خيمته، ويرافقه راعٍ وامرأة وطفل» من جنسية عربية لم يحددها و «يصدر إلينا الأوامر ويخطط لعمليات من الصحراء. ويستعين بالراعي لجلب المعلومات عن نقاط الجيش والشرطة وتأتينا التعليمات من الأمير أحمد الديوان ثم ننفذ المهام المكلفين بها بقتل كل من نجده ونحرق المكان بعد ذلك». وأكد قائد الشرطة أن «أحمد الديوان هو والي الأنبار لتنظيم القاعدة والمسوؤل عن عودة الزرقاويين الجدد إلى أرض الأنبار (...) ويتلقى أوامره من أبي خيمة». وروى الهزيماوي تفاصيل حادثة النخيب فقال إن «أمير المنطقة الجنوبية أحمد الكبيسي تلقى اتصالاً من كربلاء أبلغ فيه بتوجه قافلة إلى النخيب، وأمرنا بالتوجه إلى هذه المنطقة». وزاد: «كنا نحمل أربعة رشاشات وأعتدة وقنابل يدوية ومسدسين (...) استخدمناها لقتل جميع من كان في الحافلة الواحد تلو الآخر ثم سرقنا أموالهم وعدنا إلى مدينة الرطبة (قضاء النخيب) لملاقاة أحمد الكبيسي». ووفق الاعترافات وتصريحات قائد شرطة الأنبار، استخدم «الزرقاويون الجدد» صحراء الأنبار (غرب) أكبر محافظات العراق وتسكنها غالبية سنّية، للتخطيط للعمليات. وأكد رزيج أن الهجمات «نفذت بزي الجيش والشرطة». وكادت حادثة النخيب تحدث توتراً طائفياً في البلاد التي شهدت بين عامي 2006 و2007 صراعاً مذهبياً دامياً قتل فيه الآلاف.