قتل مذيع ومقدم برامج عراقي يعمل في قناة «صلاح الدين» المحلية بعبوة لاصقة استهدفت سيارته مساء الاثنين وسط تكريت. وفيما تواصل شرطة الأنبار عرض اعترافات المتورطين في مجزرة النخيب التي وقعت منتصف أيلول (سبتمبر) العام الماضي وراح ضحيتها 22 زائراً شيعياً غالبيتهم من كربلاء، أكدت مصادر امنية اعتقال 20 من عناصر الشبكة التي نفذت وخططت لمجزرة حديثة (180 كلم غرب الرمادي). وقال مدير الإعلام في محافظة صلاح الدين جمال الدليمي ان «المذيع ومقدم البرامج كاميران صلاح الدين، قتل بانفجار عبوة لاصقة استهدفت سيارته في شارع الاربعين وسط تكريت». والمذيع أحد أقدم مقدمي البرامج في هذه القناة، متزوج ولديه طفلان، ويعمل كذلك مستشاراً لرئيس جامعة تكريت. وتأسست قناة «صلاح الدين» في 2004 بدعم وتمويل من القوات الاميركية وتبنى مجلس المحافظة تمويلها لاحقاً. ونعت نقابة الصحافيين العراقيين الفقيد وطالبت «الاجهزة الامنية بتكثيف جهودها في كشف الجناة ومن يقف وراء استهداف الصحافيين وتقديمهم». من جهة أخرى، عرضت قيادة الشرطة في الانبار امس امام الصحافيين اثنين من المتورطين في مجزرة النخيب، واعترفوا بمسؤوليتهما وبأن المجموعة التي نفذتها كانت تريد خلق فتنة بين الطائفتين الاكبر في العراق. وكانت مجموعة مسلحة خطفت، في 12 أيلول (سبتمبر) 2011، حافلة يقدر عدد ركابها من اهالي كربلاء بأكثر من 30 من الرجال والنساء والأطفال في قضاء النخيب، غرب محافظة الأنبار، وعثرت قوة أمنية على جثث 27 منهم قتلوا رمياً بالرصاص. وأكد قائد الشرطة اللواء هادي رزيج ان «التحقيق مستمر للقبض على كل الارهابيين الذين شاركوا في المجزرة النخيب». وأشار الى ان احد المتهمين ويدعى حمزه عايش سعود (30 سنة) يسكن في قضاء الرطبة ويعمل كهربائي سيارات افاد انه كان معتقلاً في سجن «بوكا» لمدة عاميين ونصف العام وانضم الى تنظيم «القاعدة» عام 2008. وأضاف انه اشترك في مجزرة النخيب بعدما اتصل به «أمير» المجموعة المدعو احمد ديوان. وأوضح أن مجموعته «نصبت فخاً وسط الصحراء وأن أفرادها ارتدوا ملابس عسكرية كأنهم نقطة تفتيش ثم أوقفوا حافلة تقل زواراً من كربلاء»، فيما قال المتهم الثاني ويدعى جمال ياسين صويلح الكبيسي (25 عاماً) ويعمل نجاراً وهو احد نزلاء سجن «بوكا» من عام 2005 حتى عام 2007: «أنزلت المسافرين من الحافلة، وقمت بعزل الرجال وتقييد ايديهم بعدها اقتدتهم الى واد قريب واطلقنا النار عليهم جميعاً. ثم جمعنا ما في حوزتهم من الاموال والامتعة واجهزة الموبايل وسرقناها». إلى ذلك، اكد مصدر في شرطة الانبار في تصريح الى «الحياة» ان «التحقيق في مجزرة حديثة كشف تورط خلية ارهابية كبيرة لها امتدادات في الموصل، وكركوك، وديالى، وبغداد، فضلاً عن تكريت». وأشار الى ان «التحقيقات قادت الى اعتقال 14 ارهابياً من محافظة ديالى اعترفوا باشتراكهم في جريمة حديثة فضلاً عن اعتقال 6 آخرين من محافظة الانبار وبذلك يكون المجموع 20 عنصراً ارهابياً اعترفوا بتفاصيل تلك الجريمة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء». ولفت المصدر الى ان «نقل المعتقلين الى محافظة الانبار على اعتبار ان الحادثة وقعت هناك وبذلك صار لزاماً نقل ملف القضية الى المحافظة». وأشار الى ان «الايام المقبلة ستشهد اعتقال آخرين من محافظة الموصل حيث تم تحديد نقاط تمركزهم او بالاحرى يمكن القول انهم تحت اليد الآن». يذكر ان مجلس القضاء الاعلى كان وافق على نقل التحقيق في جريمة حديثة إلى الأنبار. وكانت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية هاجمت، في الخامس من آذار (مارس) 2012، بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية نقاط تفتيش تابعة للجيش والشرطة، ومنازل عناصر أمن، في مناطق متفرقة من قضاء حديثة (180 كلم غرب الرمادي) ما أسفر عن مقتل 25 عنصراً أمنياً بينهم معاون آمر الرد السريع المقدم محمد شوفير، والنقيب خالد الحديثي، وأحد المسلحين، فضلاً عن إصابة 10 من عناصر الأمن.