أعلنت الحكومة السودانية، أمس، رغبتها في إجراء محادثات مع «حركة العدل والمساواة» بعد مقتل زعيمها خليل إبراهيم. وفيما انتقدت قوى معارضة الخرطوم وزارت أسرة إبراهيم معزّية، اعتبر الأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي إبراهيم «شهيداً» وكشف أنه أبلغه قبل مقتله بخليفته. وقال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين إن حكومته ستلجأ إلى مفاوضة من تبقى من «حركة العدل والمساواة» لإقناعهم بالانضمام إلى وثيقة الدوحة لسلام دارفور. وقال صلاح الدين في تصريحات صحافية إن وثيقة الدوحة لحل أزمة دارفور ستبرز كحل أكثر من السابق، واعتبر لجوء الحكومة إلى مفاوضة «حركة العدل والمساواة» بعد مقتل خليل استنتاجاً بديهياً ومحتملاً، موضحاً أن العبرة ستكون في الالتزام الكامل بتطبيق الوثيقة، مشيراً إلى أن أزمة دارفور ستظل متعلقة بالمواطنين اكثر من كونها تتعلق بأشخاص. وزار الترابي معزّياً أسرة خليل إبراهيم في ضاحية عد حسين جنوبالخرطوم، والتقى أبناءه وزوجته واعتبره «مجاهداً وشهيداً». وطلب الترابي من أسرة خليل الصبر، وقال إنه لم يكن جباناً ولم يكن يتوارى في الصفوف الخلفية أثناء المعارك. وذكر أن الرجل كان يؤمن بالعدالة لكل السودانيين، وأن حركته قومية وستثبت على مبادئها، مشيراً إلى أن زعيم «حركة العدل والمساواة» كان يعد خليفته خلال الفترة الماضية وفقاً لما أخبره به قبل مقتله. ونصبت أسرة خليل سرادق لتلقي العزاء قبل أن تقتحم قوات من الشرطة المكان وتفرّق جمهور المعزين مستخدمة الغاز المسيل للدموع. وقال نجله محمد إن الشرطة صادرت السرادق وأقفلت الطرق المؤدية إلى منزلهم. وترحّم حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي على روح إبراهيم ودعا «حركة العدل والمساواة» وكل الفصائل المسلحة إلى نبذ العنف والانضمام إلى مطلب الحزب بنظام جديد يكفل استجابة مطالب دارفور العادلة ويحقق الأجندة الوطنية. وأضاف أن المساجلات القتالية لن تحسم النزاعات السياسية، والمطلوب الاستعداد لجمع الشمل الوطني على أساس الأجندة الوطنية. واعتبر القيادي البارز في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف أن مقتل إبراهيم يضاف إلى مقتل مئات آلاف البشر الذين قتلوا من أجل قضية دارفور. ورأى القيادي في الحزب الاتحادي علي السيد مقتل إبراهيم ليس نهاية ل «حركة العدل» لكنه سيعقّد الأزمة السودانية برمتها. أما «حركة التحرير والعدالة» التي وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة، فوصفت بلسان الناطق الرسمي أحمد فضل مقتل إبراهيم بأنه «فقد عظيم وجلل» لحركته وأهل دارفور. على صعيد آخر، أكدت تقارير أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنّت قبل نحو أسبوعين غارتين منفصلتين خلال يومين على شرق السودان، لكن الجيش السوداني نفى ذلك في شدة. وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن الطائرات الإسرائيلية شنّت قبل نحو أسبوعين غارتين منفصلتين خلال يومين استهدف كل منهما عدداً من السيارات المحملة بالذخائر في منطقة تقع شرق السودان وكانت متجهة نحو الحدود المصرية. وأشارت إلى أن الهجوم الأول استهدف ست سيارات من نوع «لاند كروزر» كانت تحمل أسلحة مهربة وذخائر، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل أربعة مواطنين سودانيين، واستطاعت أربع سيارات أخرى الهروب من مكان الحادث. وأوضحت أن الهجوم الثاني استهدف سيارة من نوع «تويوتا» كان داخلها عدد من المنقبين عن الذهب في السودان، وأدت الغارة إلى مقتل جميع من كانوا في السيارة، زاعمة أن كل هذه السيارات كانت متوجة إلى قطاع غزة لتزويده بالأسلحة. وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن إيران تجري منذ نحو 3 سنوات حرباً في الخفاء في شأن تهريب الأسلحة إلى غزة عبر السودان ثم الحدود المصرية - السودانية إلى أن تصل إلى قطاع غزة عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع القطاع. وكان الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد نفى في شدة وقوع قصف إسرائيلي على شرق السودان، عدا ما جرى في نيسان (أبريل) الماضي في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرق السودان.