اقتنص طريق أبو حدرية أمس، ضحية جديدة، اختارها هذه المرة ممرضة، ترتدي ثياب علمها ذات اللون الأبيض، قبل أن تتلطخ بالدماء في حادثة مرورية، أصيبت فيها خمس من زميلاتها وسائقهن بإصابات تراوحت بين «متوسطة» و«خطرة». وعلى رغم ذلك واصلت الممرضات طريقهن إلى مقر عملهن، ولكن في سيارات إسعاف، وبدل أن يقدِّمن الخدمات العلاجية في أول أيام العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، كن هن من يتلقينها على أسرة المستشفى. فيما نُقلت زميلتهن المتوفاة إلى ثلاجة الموتى في المستشفى، إذ فارقت الحياة قبل أسابيع من وضعها لجنينها. ووقعت الحادثة «الشنيعة» بين سيارة الممرضات السعوديات القادمات من محافظة القطيف، في طريقهن إلى مقر عملهن في مستشفى النعيرية العام، وسيارة أخرى من نوع «جيب»، اعترضت مركبة الممرضات في أخطر موقع في طريق أبو حدرية، القريب من محطة «وقود أبو حدرية». وأدى تصادم المركبتين إلى وفاة فنية أشعة، وإصابة بقية الممرضات وسائق السيارة، بإصابات تراوحت بين «متوسطة و»مضاعفة»، أغلبها كسور. والمتوفاة هي فنية الأشعة زينب حسن القديحي (29 سنة)، والممرضات المصابات هن: وفاء علي ناصر (29 سنة)، وزينب أحمد (35 سنة)، وفضيلة عباس (26 سنة)، وفاطمة فوزي (27 سنة)، وزهرة الصايغ (28 سنة) وجميعهن من السعوديات ، والسائق محمد رضي الجراش (26عاما) سعودي الجنسية أيضاً. وباشرت فرق الهلال الأحمر في النعيرية وأبو حدرية، موقع الحادثة. وجرى نقل المصابات والسائق إلى مستشفى النعيرية العام. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي في إدارة مرور المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني، أن الحادثة نتجت عن «خروج مفاجئ لسيارة من نوع «جيب» من محطة الوقود، واصطدمت في سيارة أخرى من نوع «جيمس فان»، كانت تقل عدداً من الممرضات»، مضيفاً أن «الحادثة نتج عنها إصابة الممرضات في السيارة (الفان) ووفاة إحداهن، فيما تعرض قائدا السيارتين لإصابات أخرى». وباشرت الحادثة دوريات من مرور الجبيل، بإشراف العقيد سعود العتيبي. وأوضح مدير مستشفى النعيرية العام نايف الفاضل، أن «قسم الطوارئ في المستشفى استقبل صباح اليوم (أمس) خمس ممرضات، وفنية أشعة، يعملن في المستشفى نفسها، في العيادات وقسمي الكلى والطوارئ، إثر حادثة مرورية تعرضن لها»، مبيناً أنه تم «إجراء الإسعافات والفحوصات الطبية اللازمة للممرضات، وحالهتن مستقرة. فيما كانت فنية الأشعة زينب القديحي، فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى، إثر تعرضها إلى نزيف حاد»، لافتاً إلى أنها كانت في شهور حملها الأخيرة. وذكر الفاضل، أن إصابات بقية الممرضات والسائق «تفاوتت بين كدمات في الفخذ والعضد، وكسور في لوح الكتف»، مشيراً إلى أنه جرى تحويل المصابات والسائق إلى مستشفى القطيف المركزي، لاستكمال العلاج. فيما تم تنويم صاحب السيارة الأخرى قيد الملاحظة، إذ تعرض لكدمات ورضوض بسيطة. ونوه إلى متابعة المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور طارق السالم، لحالة المصابات. ورفع تعازي أسرة المستشفى إلى ذوي المتوفاة.